انتهى وقت آلة الزمن «ساعة المنبه» في حقبة مضت بعد أن كان يُعتمد عليها كلياً لتنظيم حياة الناس، لتكون أول من يتردد على مسامعهم صباحاً عبر رنين جرسها، معلنة وقت الاستيقاض. بلهجة محلية «يُعاير» (يضبط الوقت) السعوديون المنبه للاستيقاظ والذهاب إلى أعمالهم ومدارسهم صباحاً، حتى دخلت الأجهزة الذكية والهواتف المدمجة إلى المجتمع وألغت دور ساعة المنبه لاحتواء تلك الأجهزة على برامج ونظام تنبيه آلي يتيح مهلة «الغفوة» بمثابة 10 دقائق، ومعاودة التنبيه، ليتحول المنبه إلى رفيق بشري. لكن «لكل شيء إذ ماتم نقصان» حكاية العُزلة والخروج خارج نطاق الزمن لعدة دقائق، هكذا وصفها الشاب عبدالملك الفايز، إذ تفاجأ بعد أن غلبه النوم واستيقظ فجأة ويريد أن يعرف الوقت، ليجد هاتفه المحمول الذي يقوم بدور المنبه يومياً مغلقاً بسبب نفاد الشحن، ليغيب بذلك عن دائرة الزمن حتى تستعيد بطارية الجهاز «واطها» وتعود لتخبره بالوقت. «نفاذ البطارية» أثناء النوم من أكبر المشكلات التي تمنع استيقاظ وتنبيه الشخص، حتى تتضح فوائد «ساعة المنبه» والترحم عليها، بعد غياب دام أعواماً عن غالبية المنازل. وبعد أعوام من اختفاء «ساعة المنبه» التي اخترعها الفرنسي إنطوان ريدييه كأول من سجل براءة اختراع للساعة الميكانيكية عام 1847، رغم أن المنبه كان موجوداً قبل ذلك، إلا أنها عادت لتأخذ مكانة أكثر مما كانت عليه وذلك بداخل المساجد، فهي تعمل بمثابة موقت لدخول وقت الفريضة وانتهائه، وتحرص بعض الأسر السعودية على شراء ساعات المنبه المدمجة بصوت الأذان والأدعية الدينية، لاحتوائها على مزايا الصوت البشري والضوء واللغات المبرمجة بها، في حين تحولت صناعة ساعات المنبه المكعبة الشكل إلى زينة، إذ قرر الصينيون أن يستفيدوا من استمرار تصديرها للزينة بدلاً من ضرورة ضبط الزمن.