سيعاني كثيراً كل من يترقب تعثره، وليل شتاء خصومه بلا شك أطول. النصر أمسك بالصدارة وعض عليها بالنواجذ رافضاً الاستسلام لظروف المباراة التي بدأت وكأنها تصب لمصلحة ضيفه الأهلي، قالباً تأخره بهدف إلى انتصار بثلاثية، في قمة الجولة ال15 من دوري عبداللطيف جميل للمحترفين، التي شهدت ثلاث حالات طرد. النصر بلغ النقطة ال39، وحافظ على فارق النقاط الأربع بينه وبين أقرب ملاحقيه، فيما تجمد رصيد الأهلي عند 20 نقطة خامس الترتيب. وكعادة مواجهات القمم، كانت الإثارة حاضرة منذ الدقائق الأولى، وكان النصر البادئ في المشاغبة وتهديد الشباك «الخضراء»، لولا براعة الحارس عبدالله المعيوف الذي أنهى خطورة الهجمات «الصفراء»، قبل أن تأتي اللدغة الأولى من قائد الأهلي تيسير الجاسم الذي خطف كرة من منتصف الملعب وسددها «صاروخية» على يمين الحارس النصراوي عبدالله الشمري الذي لم ينجح في إبعادها (11). ولأن المصائب لا تأتي فرادى استغل الضيوف ارتباك أصحاب الأرض وحاولوا تعزيز الهدف بثانٍ، وكاد يكون لهم ما أرادوا لولا تدخل حارس النصر لإعاقة المهاجم الأهلاوي، لم يتوان بعدها حكم المباراة في إشهار البطاقة الحمراء في وجه الحارس النصراوي ليضطر مدرب الفريق كارينيو إلى استبدال صانع الألعاب محمد نور بالحارس متعب العسيري (15). الأهلاويون بدورهم لم يتمكنوا من الحفاظ على سير المباراة التي كانت تصب لمصلحتهم، وذلك بعد أن أفسد المدافع محمد أمان الأمور بالنسبة إلى الضيوف بحصوله على بطاقة حمراء (34)، أعادت إلى النصر الأمل مجدداً في المباراة، وذلك ما تحقق له فعلاً، إذ استمثر مهاجم النصر البرازيلي إيلتون كرة إبراهيم غالب الماكرة ليسكنها داخل الشباك الخضراء، ويعيد الروح إلى فريقه (40)، ليرضى الفريقان بنتيجة التعادل الإيجابي في شوط المباراة الأول ولأن دروب الصدارة تحتاج إلى مشقة أكثر اختار النصر الدخول إلى شوط المباراة الثاني بقوة أكبر للمحافظة على اعتلائه قمة الترتيب وابتعاده عن أقرب ملاحقيه، وظهر ذلك جلياً من خلال العزيمة الكبرى التي بدت على لاعبي النصر من خلال بحثهم الدؤوب عن هدف التقدم، وبعد 10 دقائق من انطلاق الحصة الثانية استطاع المهاري وأغلى لاعب في الدوري السعودي يحيى الشهري وضع فريقه في المقدم، بعد أن قدم معزوفة مهارية تلاعب من خلالها بدفاعات الأهلي قبل أن يركن الكرة داخل مرمى المعيوف هدفاً نصراوياً ثانياً. الأهلي الذي أدرك أنه فوت على نفسه فرصة التفرد في المواجهة، بعد أن انقلبت الأمور بالنسبة إليه رأساً على عقب، أراد العودة مجدداً إلى المباراة فاستطاع الوصول في أكثر من مناسبة إلى مرمى الحارس البديل، إلا أن كل ذلك لم يكتب له النجاح. النصر بدوره رفض العودة إلى الخلف وتأمين خطوطه الدفاعية، بل بحث عن هدف ثالث يعزز من خلاله تقدمه، وجاءت المحاولات خجولة، وخصوصاً بعد خروج مهاجميه إيلتون والمصاب محمد السهلاوي. وفي ظل غفلة أهلاوية وانشغال لاعبيه بهدف التعادل، وجد مهاجم النصر والأهلاوي السابق حسن الراهب نفسه مواجهاً مرمى عبدالله المعيوف فلم يتوان في إسكانها الشباك «الخضراء» هدفاً نصراوياً ثالثاً (81). الأوضاع بالنسبة للأهلاويين تزدادا تعقيداً، حكم المباراة يشهر البطاقة الحمراء في وجه سلطان السوادي، وذلك بعد حصوله على بطاقتين صفراوين في ظرف دقيقتين، بعد احتجاجه في الأولى على حكم المباراة ومخاشنته لشايع شراحيلي في الثانية (85).