وسط كثبان رملية صنعتها آليات ومعدات الدفاع المدني نصبت خيام وبيوت شعر ليجلس فيها ذوو الطفلة «لمى» في وادي الأسمر في منطقة تبوك، ليراقبوا عن كثب عملية البحث عن ابنتهم منذ علموا بحادثة سقوطها في البئر. وقال والد الطفلة عايض الروقي الذي ارتدى النظارة السوادء: «الحمد على قضاء الله وقدره وهذا هو مصيرنا»، وجدها لأبيها راشد الروقي (95 عاماً) قال: «لمى جاءت لهذا المكان قضاء وقدراً»، أما عمها خالد الروقي الذي قدم من المنطقة الغربية ويعمل بأحد القطاعات الحكوميه فقال: «إن أخي لم يعد يقدر يتحمل أكثر من ذلك». وأضاف: «أخي يتناول المهدئات الآن، إذ لنا عشرة أيام ولم تستطع آليات الدفاع المدني وخبراؤها استخراج جثة ابنة أخي لمى»، وأكد أن عدداً من فاعلي الخير عرضوا عليهم المساعدة بمعداتهم وبأفكار وخطط لا تستغرق كل هذا الوقت، لكن تم منعهم من الدفاع المدني. وتابع خالد الروقي: «لم نعد نتحمل فنحن نعيش على أعصابنا»، وتساءل إلى متى ونحن لا نستطيع الوصول لجثتها، وتم حفر البئر مرتين من جهتين مختلفتين وفي كل مرة تقابلهم صخور تمنعهم من إكمال العمل. خال «لمى» غويزي العتيبي ذكر أن أخته والدة الطفلة لا تزال متأثرة بشدة بسبب الحادثة، كما أن لديها أملاً بأن تعود ابنتها لها، لافتاً إلى أن المعدات غير كافية، وأن رجال الدفاع المدني ليست لديهم الخبرة الكافية. وقال: «نحن في واد ومؤشرات المطر قادمة، فنرجو سرعة العمل لإخراج الجثة قبل أن تأتي السيول»، وناشد خال الطفلة خادم الحرمين وولي العهد ووزير الداخلية وأمير منطقة تبوك توجيه أهل الخبرة بمثل هذه الأمور من أجل أن يتمكنوا من إخراج ابنتهم وإراحتهم. يذكر أن آليات الدفاع المدني تواصل بحثها عن الطفلة «لمى» التي سقطت في البئر يوم الجمعة قبل الماضي في مكان تم التعدي عليه من فاعل خير، ثم تمت إزالة التعدي ليعود لإحدى الجهات الحكومية. من جهتها، نفت إدارة الدفاع المدني بتبوك ما أشيع عن خروج روائح من البئر التي سقطت فيها الطفلة لمى الروقي، وقالت مديرية الدفاع المدني عبر حسابها في «توتير»: «لا صحة لما يتداول عن خروج رائحة من البئر التي سقطت فيها الطفلة لمى الروقي، أو إخراجها، راجية عدم تناقل الإشاعات والرجوع للحساب الرسمي».