في عمق منجم ملح رطب في كولومبيا يقوم فريق من مئتي شخص، من بينهم الممثل الاسباني انطونيو بانديراس بتصوير فيلم يستعيد المحنة الكبيرة التي عاشها 33 عامل منجم علقوا 69 يوماً تحت الارض في العام 2010 في صحراء اتاكاما في تشيلي. ووسط حرارة مرتفعة جداً، يتمرن 33 ممثلاً من دول عدة ويصورون مشاهد فيلم «ذي 33» الذي يستعيد تجربة هؤلاء العمال الذين علقوا على عمق اكثر من 600 متر تحت الارض بعد انهيار منجم نحاس في سان خوسيه على مسافة 500 كيلومتر شمال العاصمة سانتياغو. ويوضح غريغ بريان احد الناطقين باسم منتجي الفيلم الاميركيين: «الأمر لا يتعلق بالتحدي الجسدي الذي عاناه الرجال الثلاثة والثلاثون، بل ايضاً الطابع العاطفي وعدم معرفتهم ان كانوا سيموتون او سيعيشون او انهم سيصابون بالجنون». واختار القيمون على الانتاج موقعين على مسافة 50 كيلومتراً من بوغوتا حيث لا يمنع طوق امني الفضوليين من التجمع املاً برؤية احد النجوم. الا ان انتظارهم خاب. في منجم نيموكون الواقع على ارتفاع 2600 متر تساهم الرطوبة والانغلاق وقلة الاوكسجين في استعادة الاجواء الضاغطة التي رافقت الحادث. ويروي الفيلم عملية الانقاذ بفضل كبسولة خاصة، لمجموعة من عمال المناجم قادهم ماريو سيبولفيدا الذي يتمتع بشخصية كاريزماتية. ويؤدي دوره في الفيلم انطونيو بانديراس. وتحت اشراف المخرجة المكسيكية باتريسيا ريغن، يتصبب الممثلون عرقاً، ما يحتم على اختصاصية الماكياج ان تقوم بجهود كبيرة قبل كل مشهد. ويقول لوي دايموند فيليبس الذي يقوم بدور قائد مجموعة عمال المناجم دون لوتشو الذي تمكن بفضل سلطته من ان ينظم تقنين الاكل خلال معاناتهم الطويلة: «الاجواء المسيطرة حقيقية ولا نحتاج الى ان نمثل».