بدأت لجنة طبية متخصصة، التحقيق في ملف قضية وفاة الطفلة «غلا» ذات الثلاثة أعوام الأسبوع الماضي، إثر توجيه الشؤون الصحية في جدة لها بالكشف عن ملابسات القضية، والتوصل إلى أسباب الوفاة، ومحاولة معرفة إن كان للبرنامج العلاجي والأدوية علاقة في وفاتها. وبين مدير الشؤون الصحية في محافظة جدة الدكتور سامي باداود ل «الحياة» أن صحة جدة أحالت ملف قضية الطفلة «غلا» إلى لجنة متخصصة في مستشفى الولادة والأطفال في المساعدية، لمحاولة معرفة وجود علاقة أو ربط بين وفاة الطفلة والبرنامج العلاجي، والأدوية التي تم إعطاؤها إياها من المستشفى الخاص، وحدثت بعدها الوفاة. وسبق أن تحفظت الشؤون الصحية في جدة على ملف الطفلة «غلا»، وأصدرت قراراً بمنع سفر الأطباء الذين أشرفوا على علاج الطفلة، كما تم تشكيل لجنة عاجلة للتحقيق في أسباب وفاتها، تفاعلاً مع شكوى غسان كمال والد الطفلة، الذي تقدم بشكوى للشؤون الصحية يتهم فيها أحد المستشفيات الخاصة بالتسبب في وفاة ابنته ذات الثلاثة أعوام. وأوضح والد الطفلة في تصريحات سابقة، أن حالة ابنته الصحية تدهورت بعد إعطائها مضادات حيوية في الوريد، إثر التهاب كان أصابها في اللوزتين، وارتفاع في درجات الحرارة، وتم نقلها على إثرها إلى أحد المستشفيات الخاصة في جدة، وبعد الكشف عليها من الطبيب أعطيت حقنة مضاد حيوي من نوع Enoxirt، وأخرى لعلاج «كتمة النفَس»، ولكن بعد مغادرتها المستشفى بدقائق أصبحت تتقيأ وترتعش، ما استدعى إعادتها إلى المستشفى، إذ تم تنويمها إلى اليوم التالي، وخرجت من المستشفى بقرار من الطبيب المعالج، إثر استقرار حالتها. وأضاف «أعيدت إلى المستشفى بعد مغرب اليوم نفسه، لأخذ حقنة المضاد الحيوي الذي تم عند المراجعة التالية استبداله من الطبيب المعالج بمضاد حيوي من نوع Unacyn، نظراً لتفاقم الحالة، وذلك عند الساعة 12:40 ظهراً، وتكرر إعطاؤها نفس المضاد من طريق الوريد عند الساعة 11 من مساء نفس اليوم، ومن ثم أصبحت تتشنج بصورة حادة، ودخلت في حالة غيبوبة أفاقت منها في وقت لاحق». وأفاد والد الطفلة بأنه بعد مراجعته للمستشفى في اليوم التالي، تم سحب عينة من دمها، لتحليلها وأعطيت محلولاً مضافاً إليه نفس المضاد، وظهرت عليها أعراض مماثلة، وشحب وجهها وأصفرّ، وتغير لون عينيها، وأغمي عليها، الأمر الذي تطلب تنويمها في قسم العناية المركزة، لعلاجها من هبوط حاد في القلب، التنفس، وضغط الدم، لافتاً إلى أن نتائج التحليل أظهرت ارتفاعاً في نسبة السكر بالدم، وتكسر شديد في كريات الدم، مع انخفاض في نسبة الهيموغلوبين في الدم، ونزيف مع البول. وأشار إلى تحسن حالتها بشكل طفيف بعد نقل الدم إليها، وتم إخراجها من العناية المركزة وتنويمها في المستشفى، وأعطيت تحميلة فولتارين، إضافة إلى المضاد الحيوي الأول Enoxirt الذي كان تم استبداله بآخر، بينما أفاد الطبيب المعالج بوجود تكسر حاد لدمها، ولا بد من نقل دم إليها بصورة سريعة، بشرط أن يكون له خصائص تجلط بسيطة جداً، لكي لا يتكسر مرة أخرى بفعل المضاد الذي في دمها، لكنها لفظت أنفاسها الأخيرة خلال جمع المتبرعين للدم. وكانت جمعية حقوق الإنسان في منطقة مكةالمكرمة تفاعلت في وقت سابق، مع شكوى والد الطفلة، وطالبت الشؤون الصحية باتخاذ إجراءات صارمة، لضمان حسن تقديم الخدمات الصحية، لافتة إلى أن مشكلة الأخطاء الطبية أصبحت تؤرق الجميع، وتتطلب وضع آلية رقابية دورية، لفحص شهادات الأطباء والفنيين العاملين في المستشفيات والمستوصفات الحكومية، والخاصة.