اقترح مجلس الشورى في سلطنة عُمّان خفضاً كبيراً للإنفاق وزيادة الضرائب بما في ذلك فرض رسوم على صادرات الغاز الطبيعي المسال، للتغلب على الضرر الواقع على إيرادات الدولة جراء هبوط أسعار النفط. وتسجل موازنة عمان فائضاً محدوداً منذ بداية العام، لكن هبوط سعر خام "برنت" إلى نحو 80 دولاراً للبرميل في الأشهر الأخيرة من نحو 115 دولاراً في حزيران (يونيو)، ينذر بتسجيل عجز في موازنة البلاد ما لم تتعاف أسعار النفط بقوة. وقالت وكالة الأنباء العمانية، إنه "على افتراض وصول متوسط سعر النفط إلى 80 دولاراً للبرميل في العام المقبل مع عدم اتخاذ أي خطوات إضافية لتعزيز الإيرادات، فستسجل الحكومة على الأرجح عجزاً قدره 3.05 بليون ريال (7.9 بليون دولار)". واقترح مجلس الشورى إجراء إصلاحات لزيادة إيرادات السلطنة من الضرائب غير النفطية، ومن بينها توسيع القاعدة الضريبية ومراجعة المعدلات وإضافة مصادر ضريبية جديدة وتحسين كفاءة نظام التحصيل. وأضافت الوكالة، أنه "سيجري فرض ضريبة 12 في المئة على إيرادات شركات الاتصالات"، وهو ما سيضيف إلى خزينة الدولة نحو 31 مليون ريال من شركة الاتصالات العمانية "عمانتل" والأنشطة المحلية لشركة "أريد" القطرية. وأوصت اللجنة الاقتصادية والمالية في المجلس أيضاً، ب "ضريبة تبلغ اثنين في المئة على التحويلات التي يرسلها أكثر من مليون عامل أجنبي في السلطنة إلى بلادهم"، وهو ما سيوفر للدولة نحو 62 مليون ريال، إلى جانب "رفع الضرائب المفروضة على استغلال المعادن إلى أعلى نسبة مئوية ينص عليها قانون التعدين العماني"، وهي عشرة في المئة من إيرادات البيع. في الوقت نفسه، اقترحت اللجنة فرض "ضريبة عادلة" على صادرات الغاز الطبيعي المسال لجمع 196 مليون ريال إضافية. وتوقع مجلس الشورى أن "توفر الإجراءات الضريبية الجديدة 302 مليون ريال، ما يزيد إيرادات الدولة المقدرة في عام 2015 إلى 12.24 بليون ريال". واقترح المجلس خفض الإنفاق بنسبة خمسة في المئة على إنتاج النفط والغاز والدفاع والأمن ومشاريع التنمية، ما سيقلل النفقات العامة للدولة في 2015 بواقع 280 مليون ريال إلى 14.72 بليون ريال. ومن المتوقع أن يعلن وزير الشؤون المالية العماني درويش البلوشي عن خطة موزانة 2015 في نهاية الشهر المقبل، أو في أوائل كانون الثاني (يناير). وتقلّ احتياطات عُمان من النفط والغاز عن جيرانها من دول الخليج، وتزيد تكاليف الإنتاج في السلطنة، وهو ما يجعلها شديدة التأثر بهبوط أسعار النفط. وتتخذ بعض الحكومات الأخرى خطوات محدودة، إذ قالت الكويت إنها ستخفض بعض الدعم على الطاقة بينما قررت أبوظبي رفع أسعار الكهرباء والمياه.