أعلن الناطق باسم الحوار الوطني في تونس محمد الفاضل محفوظ، تأجيل جلسة الحوار الوطني التي كانت مقررة أمس إلى الاثنين المقبل. وأشار محفوظ، عميد المحامين التونسيين، في تصريح إلى «الحياة»، إلى «مشاورات جادة بهدف دفع الأحزاب السياسية المعنية لاستئناف مشاركتها في الحوار الوطني»، وذلك إثر لقاء «الرباعي» الراعي للحوار رئيس المجلس التأسيسي (البرلمان) مصطفى بن جعفر. وتأجل الحوار بسبب مواقف بعض الأحزاب الرافضة لاستئناف مشاركتها فيه بسبب ما اعتبرته «تجاوزاً للتوافق الوطني في عملية اختيار وزير الصناعة مهدي جمعة رئيساً لحكومة الكفاءات المقبلة»، إذ أعلن كل من الحزب «الجمهوري» (ليبرالي معارض) و «الجبهة الشعبية» (تحالف اليسار والقوميين) مقاطعتهم للحوار بعد الإعلان عن اختيار جمعة يوم السبت الماضي. في المقابل، عبرت أحزاب أخرى في المعارضة (حركة «نداء تونس» وحزب «المسار الديموقراطي») عن تمسكها بالحوار وإنجاحه على رغم احتجاجها على طريقة اختيار رئيس الوزراء الذي لم يحظى بتوافق السلطة والمعارضة بل بتصويت الأكثرية. وبهذا التأجيل يتوقف العد التنازلي لاستقالة حكومة علي العريض إذ تؤكد قيادات في «الرباعي» الراعي للحوار (اتحاد الشغل واتحاد رجال الأعمال وهيئة المحامين ورابطة حقوق الإنسان) على أن العد التنازلي سينطلق بعد اختيار رئيس الوزراء الجديد. وتنص خريطة الطريق على أن الحكومة الحالية تستقيل بعد أسبوعين من اختيار الرئيس الجديد. كما يقوم رئيس المجلس التأسيسي بمشاورات مع مختلف الكتل النيابية من أجل التسريع بالمصادقة على الدستور الجديد والقانون الانتخابي والهيئة العليا المستقلة للانتخابات. من جهته أعلن الناطق باسم حزب «التكتل» (علماني - مشارك في الحكم) مولدي الرياحي أن «الائتلاف الذي يحكم تونس منذ نهاية 2011 انتهى دوره» وذلك بعد ترشيح جمعة (مستقل) لرئاسة الحكومة. وقال الرياحي ل «الحياة» إن حزبه «سيدعم كل الجهود التي ستقوم بها الحكومة المقبلة في الشوط الأخير والحاسم الذي سيوصل البلاد إلى الانتخابات». في سياق متصل بيّن الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر منظمة عمالية في البلاد) حسين العباسي أن «الرباعي الراعي للحوار الوطني كان بين خيارين إما إنقاذ الموقف وإيجاد أمر إيجابي والخروج بالبلاد من أزمتها بحل ليس فيه توافق أو إعلان فشل الحوار بما له من تداعيات سلبية على البلاد»، مؤكداً أن الإعلان عن رئيس الوزراء الجديد لم يكن توافقياً باعتبار أن التوافق كان مستحيلاً بين الموالاة والمعارضة بحسب قوله. وقال العباسي إن «الرباعي لا يعطى صكاً على بياض وأنه سيختبر رئيس الحكومة الجديد من خلال الفريق الذي سيختاره، وهى حكومة أزمة يجب أن تكون بأقل عدد ممكن مع مراعاة الفاعلية»، نافياً تدخل أطراف أجنبية في مشاورات اختيار مهدى جمعة.