انتهت سنوات تشرّد الروائي والشاعر والفنان التشكيلي والموسيقي السوداني محمد حسين بهنس في شوارع القاهرة بموت مفجع أول من أمس فوق رصيف، عن عمر يناهز 41 عاماً. فهو منذ أن وصل الى القاهرة للمشاركة في معرض للفن التشكيلي، اختار أن يبقى فيها بعدما خسر والدته وأحلامه في الخرطوم. والمعروف أن بهنس المولود في أم درمان العام 1972، شارك كفنان تشكيلي في معارض عدة داخل السودان وخارجه، وسافر إلى فرنسا بعيد صدور روايته «راحيل» عام 2000 وتزوج هناك وأنجب طفلاً، ثم ما لبث أن انفصل عن زوجته وأُجبر على العودة إلى الخرطوم ليجد أن والدته توفيت مما ترك أثراً سيئاً على حالته النفسية. وبعد تدهور أحواله المالية في غضون عامين تعمق اضطرابه النفسي وانتهى به الحال مشرداً يتسول ما يتقوت به. وما أن تلقى الروائي والباحث في علم الاجتماع السياسي عمار علي حسن الخبر المفجع، حتى كتب قصيدة قصيرة أهداها إلى روح محمد حسين بهنس، الذي مات جائعاً متجمداً من البرد فوق أحد الأرصفة وسط القاهرة: «في بطنه أحجار جافة/ حطب مسنون/ عويل وجنون/ يضربه يمينا ويساراً/ فتتساقط أنات الليل/ من خشب وحديد/ وبقايا صديد/ لتنام في عرض شوارع/ لا تعرف أبداً/ أن الرجل الجالس جنبي يصرخ صمتاً/ ليس مريضاً/ وليس غريباً/ وليس شريداً/ لكنه فقط جائع».