يتوجّه الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو نهاية كانون الثاني (يناير) المقبل، إلى براغ للمشاركة في احتفالات الذكرى السبعين لتحرير معسكر أوشفيتز النازي. وبوروشينكو هو أول رئيس يقبل دعوة نظيره التشيخي ميلوس زيمان إلى رؤساء الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية، بينهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقال وزير الخارجية الأوكراني بافلو كليمكين للتلفزيون التشيخي: «بالنسبة إلينا، إن ذكرى المحرقة مقدسة والرئيس سيتوجه إلى براغ لهذه المناسبة المهمة والمأسوية». وتشمل الاحتفالات التي ينظمها المؤتمر الأوروبي اليهودي، في 26 و27 كانون الثاني، منتدى «دعوا شعبي يعيش» في براغ وتيريزين الذي دُعي إليه ممثلو 47 بلداً، إضافة إلى «قسم سياسي» وفق اتحاد المجموعات اليهودية في تشيخيا. وذكر منظمو المنتدى أن بين المدعوين المستشارة الألمانية أنغيلا مركل، علماً أن برنامجه يتضمّن كلمات يلقيها في ختامه، مركل وبوتين وزيمان والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند. وقلعة تيريزين السابقة التي تبعد 70 كيلومتراً شمال براغ، استخدمها النازيون معسكراً انتقالياً لليهود قبل نقلهم إلى أوشفيتز أو معسكرات اعتقال أخرى. وكان الرئيس الأوكراني الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش قرر خلال قمة فيلنيوس في 21 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013، الامتناع عن توقيع اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي، لمصلحة تعزيز التعاون مع موسكو. وتسبّب ذلك بتظاهرات مؤيدة لأوروبا وفرار يانوكوفيتش، بعد حمام دم في شباط (فبراير) أسفر عن مقتل متظاهرين، تلاه إعلان روسيا ضم شبه جزيرة القرم. وأوقع النزاع في شرق أوكرانيا الذي اندلع في نيسان (أبريل) الماضي، مع الانفصاليين الموالين لروسيا، أكثر من 4300 قتيل. لكن حركة احتجاج التي بدأت في ساحة «ميدان» فاجأت الاتحاد الأوروبي الذي لم يتوقّع عدواناً روسياً. واعتبرت جيزيل بوس، وهي أستاذة مساعدة في جامعة ماستريشت الهولندية، أن «أحداً لم يتوقع ردود الفعل، ولا حتى الروس»، مضيفة أن «الاتحاد ربما حرّك عملية من دون قصد». لكنها ربطت تدخل موسكو في أوكرانيا «أكثر بمسألة الدفاع عن المصالح الأمنية لروسيا، إذ تُعدّ أوكرانيا بلداً استراتيجياً بالنسبة إليها». أما فيفين برتوسو، المسؤول في «المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية» في بروكسيل، فقال: «وصلنا إلى الصدام من دون حتى أن ندرك الأمر. حتى الخبراء والأساتذة الجامعيين الذين كانوا يتابعون هذه العملية عن كثب، فوجئوا» بما حصل. وأشار إلى أن «المفوضية الأوروبية لم تدرك البعد الجيوسياسي لاتفاق الشراكة الذي كانت تتفاوض في شأنه» مع أوكرانيا. ولفت إلى أن الخبراء والموظفين الأوروبيين ركّزوا على المسائل التقنية، فيما كانت بولندا ودول البلطيق تأمل سياسياً «ترسيم حدود لا يمكن تعديلها» مع روسيا، إذ «لم ترغب في أن تهيمن وحدها في هذه الدول». وكتب الباحثان لور دولكور وهرانت كوستانيان في مذكرة من «مركز الدراسات للسياسة الأوروبية»: «أشرك الاتحاد الأوروبي أكثر وأكثر مع الحلف الأطلسي في المفهوم الروسي، وعندما أفضت الشراكة الشرقية إلى عرض ملموس على شكل اتفاقات شراكة وتبادل حرّ، تبنت روسيا موقفاً عدائياً مع الاتحاد».