فيما أعلن وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله الحصين قيام الوزارة بدراسة متعمقة حالياً لتقويم المياه الجوفية في منطقة الربع الخالي، كشف رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور محمد السويل أن القرود تعرقل تنفيذ مشاريع الطاقة الشمسية، لأنها «تهاجم الألواح الشمسية التي وضعتها المدينة في بعض المناطق وتقوم بتكسيرها، وأنه يتم العمل على وضع حلول لتلك المشكلة». وقال الحصين في تصريح على هامش تدشين مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة مشروع أطلس لمصادر الطاقة المتجددة أمس: «تجري وزارة المياه والكهرباء حالياً دراسة متعمقة لتقويم المياه الجوفية في منطقة الربع الخالي غير التي كان يغطيها مشروع جلب المياه من تكوين الوجيد الصخري في الربع الخالي، وذلك لتقديم معلومات مفصلة عن كيفية الاستفادة من الثروة المائية التي تزخر بها هذه المنطقة». وأضاف: «الدراسة تقوم بها شركة متخصصة لبحث منطقة الربع الخالي بالتفصيل، وهذه الدراسة ستكون جاهزة خلال هذا العام»، مشيراً إلى أن كميات المياه الموجودة في المنطقة تقع على مستويات مختلفة من الأعماق والملوحة. وأكد أهمية مشروع أطلس لبناء أي مشروع استثماري في مجال الطاقة، مشيراً إلى أن المشروع مهم ولا يمكن لصناعة أن تقوم على الطاقة المتجددة من دون معلومات دقيقة، وهي أساس لكل استثمار، خصوصاً أن المعلومات مهمة للبدء في أي مشروع. وأشار إلى أن هناك محطة مياه بالطاقة الشمسية ستنطلق في محافظة الخفجي مع نهاية العام المقبل 2014 بسعة 30 ألف متر مكعب من المياه. من جهته، كشف رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور محمد السويل، في كلمة خلال حفلة تدشين مشروع أطلس، أن «القرود تهاجم الألواح الشمسية التي وضعتها المدينة في بعض المناطق بسبب انعكاس ضوء الشمس، وتقوم هذه القرود بمهاجمة الألواح ومحاولة تكسيرها، ونحاول حالياً وضع حلول مناسبة لمعالجة تلك المشكلة». وأشار إلى أن مشروع أطلس يعتبر أحد أبرز الإنجازات التي حققتها مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة بتعاون الشركاء المحليين والدوليين. أما رئيس مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة الدكتور هاشم يماني، فأكد سعي المدينة لبناء قطاع تنموي مستدام من خلال إدراج مصادر الطاقة الذرية والمتجددة ضمن منظومة الطاقة الوطنية وتأسيس البنية التحتية، مشيراً إلى أن مشروع أطلس هو ثمرة تعاون مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة مع عدد من الجهات المحلية والخبرات الدولية المهتمة والمعنية باستخدامات الطاقة المتجددة في المملكة. وحول مكونات المشروع قال: «يتكون مشروع الأطلس من أربعة عناصر رئيسة، هي إنشاء وتركيب 74 محطة قياس لرصد جميع تفاصيل الإسقاط الشمسي، و40 محطة أخرى للقياس الدقيق لسرعة واتجاه الرياح على ارتفاعات عدة»، موضحاً أن العنصر الثاني هو تدقيق البيانات والتحقق من جودتها، وثالثها بناء وتطوير بوابة إلكترونية تحوي معلومات مصادر الطاقة المتجددة المدققة والموثقة، بينما ركز العنصر الرابع على تأسيس برنامج بحثي لتكامل القياسات الأرضية مع بيانات ومعلومات الأقمار الاصطناعية التي تغطي جميعَ مناطق المملكة. وذكر يماني أن المستفيدين من الأطلس هم المستثمرون ومطورو المشاريع والمصارف والمصنّعون ومطورو التقنية والباحثون في مجال الطاقة المتجددة. وبيّن السليمان أن المشروع يعد حجر الأساس لخريطة مستقبل على مبدأ الاستدامة، مؤكداً أن الطاقات المتجددة تسهم في دعم وتعزيز اقتصادنا الوطني والحفاظ على ثرواته ومكتسباته للأجيال المقبلة، وسيقوم مشروع أطلس بقراءة موارد الطاقة الشمسية من خلال أكثر من 74 محطة موزعة في شكل دقيق في أرجاء المملكة وعلى فترات زمنية تصل إلى الدقيقة الواحدة، وهذه ضرورة أملتها طبيعة تلك الموارد التي تتغير بوتيرة زمنية مستمرة وسريعة وقصيرة تبعاً لموقع وزاوية الشمس، كما تتغير بحسب المكان وتأثير الظواهر الطبيعية الآنية في ذلك الموقع. واعتبر أن «ال74 محطة غير قادرة على تمثيل مساحة المملكة بأكملها بما فيها من تباين مناخي وطبوغرافي، خصوصاً أن التغيرات ليست متدرجة، بل هي تغيرات لحظية تتأثر بالظواهر الطبيعية، ما يزيد من صعوبة التحدي الذي نواجهه»، موضحاً أن مشروع أطلس الوطني ستكون لديه مقومات فائقة تمكنه من التنبؤ بموارد الطاقة المتجددة في جميع أنحاء المملكة، «وسنكون من خلاله قادرين على التنبؤ بموارد الطاقة المتجددة في أكثر من خمسة ملايين نقطة في المملكة».