لم يخف مدير اللجنة الدولية للألعاب الفرنكوفونية مهامان لاوان سيريبا حبّه للبنان، وكشف، خلال أن زيارته الأخيرة لهذا البلد تحمل الرقم 10 في سجل الزيارات المتكررة منذ عام 2005 تحضيراً للحدث الدولي الذي يقام من 24 أيلول (سبتمبر) الجاري الى 6 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. وسيريبا المعجب بشجرة الأرز وشموخها وصلابتها، أعرب عن سعادته لزيارة محمية الأرز ومشاهدة الأرزات المعمرات التي ربط بينها وبين شعار الدورة السادسة للألعاب كونه "يشبه كثيراً الأرزة المتجذرة في الأرض والشامخة في السماء". يتذكر سيريبا كيف كان "يسرق" الزيارات من الوزراء في الظروف الصعبة التي عاشها لبنان عامي 2005 و2006، ويقول: "أذكر إصرار رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة على تمسك لبنان بتعهداته وتأكيده أن لبنان سيشرِّف الألعاب الفرنكوفونية". وعن ورشة التحضيرات المتواصلة منذ وافقت الدولة اللبنانية على دفتر شروط الاستضافة قال سيريبا: "لقينا تعاوناً جدياً من الدولة وتحديداً من فريق عمل اللجنة الوطنية بقيادة مديرها ألن بدارو، وقد عملنا معاً على إنجاز ملفات كبيرة بدءاً من وصول الوفود إلى المطار مروراً بوسائل النقل وأماكن الإقامة والتأمين والمنشآت الرياضية والثقافية وحفلتي الافتتاح والإختتام". وزاد: "كنا دائماً مطمئنين إلى سير العمل وإلى جهوز البنى التحتية واللوجستية في المنشآت التي ستستضيف الأنشطة والتي هي مطابقة للمعايير الدولية. نحن سعداء ومرتاحون لأن الألعاب ستقام في أماكن مهمة جداً مثل كازينو لبنان وقصر الأونيسكو ومدينة كميل شمعون الرياضية وغيرها من المواقع ذات المواصفات العالمية". ورفض سيريبا اعتبار الألعاب الفرنكوفونية حدثاً سياسياً "ما يميزها عن غيرها من المسابقات الدولية أنها تجمع بين الرياضة والثقافة في شكل متوازن وتشكل واحة لقاء بين الشعوب الأفريقية والأوروبية والآسيوية والعربية تحت شعار التعاون والتضامن والتنافس الحضاري". ووصف حجم المشاركة الدولية (نحو 50 بلداً) بالجيدة مقارنة بالدورات السابقة "رغم الحذر والتردد والخوف من قبل بعضهم". وكشف أن الأمين العام للمنظمة الفرنكوفونية عبدو ضيوف، وعلى رغم الأحداث التي شهدها لبنان، لم يفكر يوماً في تغيير مكان إقامة الدورة "بل كان دائماً يطالبنا بمواصلة العمل لأن لا شيء سيتغير". وأكدّ سيريبا أن الألعاب "ستشكل فرصة جيدة ليؤكد اللبنانيون مجدداً تمسكهم بوطنهم وليبرهنوا أن بلدهم يستحق العيش وشعبه يعرف كيف يطوي الصفحة بسرعة". وأعرب عن ثقته أن الألعاب ستفتح الباب أمام مزيد من الأحداث الدولية لأن "الرياضة والثقافة عاملان مهمان لتثبيت السلام". سيريبا واثق من أن الدورة ستكون الأفضل بين سابقاتها "فمنذ الدورة الأولى في المغرب عام 1989 حصل تطوّر ملموس. ومن المنطق أن تكون الدورة الحالية الأجمل والأحسن على مختلف الأصعدة". وتمنى "أن تكون النسخة السادسة مناسبة للتعبير عن الفرح والتضامن في جو من الإلفة، وأن تترك بصمة لدى البعثات المشاركة، ولبنان واللبنانيون قادرون على ذلك".