بعد ايام قليلة سيتوقف نهائياً انتاج الحافلة الصغيرة «فولكسفاغن ترانسبورتر» التي كانت وسيلة النقل المفضلة لدى الهيبيز ورمزاً للحرية، الا ان طابعها المميز لن يتوقف. فمع توقف انتاجها في البرازيل حيث كانت لا تزال تجمع بنسخة العام 1967، ستغيب هذه الحافلة الصغيرة القديمة الطراز التي عرفت شعبية كبيرة في الستينات والسبعينات عن الاسواق. وفي وداع هذا الطراز الذي يحمل الرقم القياسي العالمي في الاستمرارية، ستطلَق نسخة خاصة في مجموعة تضم 1200 وحدة مخصصة حصراً للسوق البرازيلية. وستخرج الحافلة الصغيرة الاخيرة من هذا النوع في 20 الشهر الجاري من مصنع ساول برناردو دو كامبو الذي صنع اكثر من 1.6 مليون وحدة منها منذ العام 1957. وتسمّى هذه الشاحنة او الحافلة الصغيرة التي تتمتع بمحرك خلفي، «كومبي» في البرزايل و «بوللي» في المانيا. وقد ولدت بفضل نفاذ بصيرة مستورد هولندي يدعى بن بون. فخلال زيارة له لمقر فولكسفاغن في فولسبورغ في شمال ألمانيا العام 1947، لاحظ آلية أضاف إليها العمال اشياء جديدة وكانوا يستخدمونها لنقل المعدات. وقد اعجبته كثيراً ورسمها وأقنع في نهاية المطاف شركة فولكسفاغن بضرورة انتاجها، الأمر الذي حصل في آذار (مارس) 1950 لتكون التصميم الثاني في تاريخ المجموعة بعد سيارة «بيتل» الصغيرة. والحافلة الصغيرة تعتمد كثيراً على سيارة «بيتل» وهي تستعير منها المحرك الخلفي والمحاور. ويقول الخبير في السيارات فرديناد دوبينهوفر ان «ازدهار هذه السيارة يندرج في اطار المعجزة الاقتصادية الالمانية في الخمسينات. فالحرفيون والتجار كانوا بحاجة الى وسيلة نقل في شركاتهم تكون غير مكلفة». ومن نقل البضائع انتقل هذه اللية سريعاً الى وسيلة لنقل الافراد تتحول الى حافلة صغيرة اعتباراً من العام 1951. ومع تصميم العام 1967 المعروف باسم «تي 2»، عرفت هذه الآلية نجاحاً عالمياً وأصبحت رمزاً لحركة الهيبيز والحرية التي تطالب بها، كما انها اصبحت ايضاً المفضلة لدى العائلات، خصوصاً أنها قابلة للتغيير ويمكن مثلاً تحويلها الى منزل نقال خلال العطل. وكانت هذه الآلية متينة وسعرها غير مرتفع واصلاحها غير معقّد، ما جعل مستخدميها يتعلقون بها على رغم انها غير مريحة جداً وبطيئة نسبياً. ومع اعتماد معايير سلامة جديدة حلت «تي 5» مكان «تي 2» كشاحنة نقل صغيرة تستخدمها الشركات، الا انها كانت بعيدة من التصميم الاساسي. وقد توقف انتاجها في ألمانيا العام 1979 ومن ثم في جنوب افريقيا والمكسيك وبقي فقط في البرازيل التي كانت تصدر سيارات منها الى كل اميركا اللاتينية. الا ان معايير الانبعاثات الملوثة والسلامة تغيرت هناك ايضاً وستدخل حيز التنفيذ في العام 2014 ما سيؤدي الى القضاء على هذه السيارة المخضرمة. الا ان اسطورة هذه الحافلة الصغيرة لن تموت. فهي راسخة في الذاكرة الجماعية بفضل ظهورها في مسلسلات وأفلام ممثل «ليتل ميس صن شاين»، ولديها معجبون كثر يتبادلون النصائح والتجارب حول ترميمها وتصليحها مع منتديات حول رحلات فيها، فضلاً عن منتجات مشتقة منها من علاقات مفاتيح الى خيام. وتباع النسخة الاخيرة منها وهي باللونين الازرق والابيض ب85 الف ريال برازيلي (27 الف يورو تقريبا)، وهي تلعب على الحنين الذي يترافق دائماً مع هذه السيارة لكن مع اعتماد التكنولوجيا الحديثة التي يجسّدها قارئ موسيقي «ام بي 3».