حينما بدأ إنتاج السيارة المعروفة اختصاراً باسم (فورد تي) عام 1908شكل ذلك بداية لمرحلة أصبحت فيها قيادة السيارات أمرا ممكنا للجماهير ونهاية لعصر الحصان والعربة. ويحتفل الآلاف من عشاق السيارات في العالم هذا الاسبوع بالذكرى المئوية للسيارة المعروفة باسم "تين ليزي" في (ريتشموند) بولاية إنديانا في الولاياتالمتحدة. ويأتي هذا ضمن عدة فعاليات تنظم استعدادا للاحتفال بذكرى الأول من أكتوبر الذي يصادف خروج أول سيارة من طراز "تي" من خط الإنتاج. وكانت السيارة "تي" حلما تحقق بالنسبة لهنري فورد الذي كان يسعى لجعل التنقل بالسيارة ذات المحرك أمرا ممكنا بإدخال نظام خط الإنتاج. وبيعت أول سيارات من طراز "تي" بأقل من ألف دولار في وقت كان فيه سعر أي سيارة أخرى يتراوح بين ألفين إلى ثلاثة آلاف دولار. لكن السعر هبط إلى نحو 300دولار في أوائل عشرينيات القرن العشرين بعد أن أصبحت طرق الإنتاج أرخص وأكثر تطورا. ولم تكن السيارة تباع إلا باللون الأسود بزعم أن هذا اللون يجف أسرع وهو ما يزيد من سرعة الإنتاج. وأصبحت السيارة "تي" فعليا رمزا لحقبة العشرينيات من القرن العشرين وظهرت كأحد المعالم المميزة لكثير من أفلام لوريل وهاردي. ونقلت شركة فورد إنتاجها إلى مصانعها الأوروبية في بريطانيا وألمانيا لتصبح السيارة "تي" السيارة الأولى ذات المحرك في العالم وباعت الشركة منها 15مليون سيارة بحلول عام 1927.وكان من اللازم تشغيل المحرك الذي تبلغ قدرته 15كيلووات/ 20حصانا ويحقق سرعة تصل إلى 70ك/س باستخدام ذراع تشغيل يدوية. وكانت تتم السيطرة على الصمام الخانق بواسطة ذراع مجاورة لعجلة القيادة. وكان يتم تركيب خزان الوقود تحت الكرسي الأمامي وكان يلزم أن يدفع بمحتواه إلى المكربن (الكاربراتير) بقوة الجاذبية وهو ما يعني أن السيارة "تين ليزي" كانت تبدأ في الدمدمة (الحركة المتقطعة) عند محاولتها صعود مرتفع وخزانها شبه فارغ. والخدعة التي تشاهد في أفلام لوريل وهاردي هي صعود التل بحركة السيارة إلى الوراء. ومن الغريب أن فورد ستحتفل بالذكرى المئوية لأنجح سياراتها في وقت تمر فيه الشركة نفسها بضائقة شديدة. فقد خسرت خلال العامين الماضيين أكثر من 3ر 15مليار دولار وفشلت في تحقيق أرباح منذ عام 2005.وبالرغم من أن مارك فيلدس نائب رئيس الشركة يقول إن الدروس المستفادة من الطراز "تي" مازالت تطبق اليوم "كجزء من خصائصنا المميزة وطريقتنا في تسيير العمل" فإن الشركة فقدت استثمارات ضخمة لصالح شركات الصناعة اليابانية في الولاياتالمتحدة سوقها الوطنية حيث تخلى المشترون عن الشاحنات الخفيفة من طراز فورد وسيارات الدفع الرباعي ذات التجهيزات الرياضية (إس يو في) التي تستهلك الكثير من الوقود. وتحاول الشركة الآن العودة إلى جذور طرازها "تي" بالتحول إلى السيارات الأصغر والاكثر اقتصادا في استهلاك الوقود. وعرضت في معرض لندن للسيارات سيارة فورد فيستا الاقتصادية في استهلاك الوقود حيث إنها تستهلك 7ر 3لترات فقط من الديزل لكل مئة كيلومتر. وبخلاف الفيستا تخطط الشركة لإدخال ستة طرز على الأقل من السيارات الصغيرة ذات التصميم الأوروبي إلى السوق الأمريكية على مدار السنوات الثلاث المقبلة. @ (د. ب. أ)