تضاربت التقارير الرسمية في شأن انفجار وقع مساء أول من أمس قرب معسكر للأمن المركزي التابع لوزارة الداخلية في محافظة الإسماعيلية، وأسفر عن مقتل مجند وجرح ثلاثة ضباط و13 مجنداً وستة مدنيين. وفي حين أكدت وزارة الداخلية أن «الانفجار نتج من عبوة ناسفة محلية الصنع زُرعت بجوار سور قطاع الأمن المركزي»، أشارت النيابة العامة إلى أن معاينتها «دلت على أن التفجير نتج من سيارة مُفخخة بكمية كبيرة من المتفجرات». وتُرجح قوة التفجير الذي سُمع دويه على بعد كيلومترات عدة من موقعه صحة الفرضية الثانية. وكانت وسائل إعلام محلية أشارت إلى أن مسلحين تبادلوا إطلاق النار مع القوات بعد الانفجار. ويقع معسكر الأمن المركزي على طريق القاهرة - الإسماعيلية الرئيس. وجُرح في الاعتداء مدنيون كانوا يمرون بسياراتهم قرب المعسكر لحظة الانفجار. ورفض مصدر أمني تحدث إلى «الحياة» اتهامات بتقصير أمني مكّن الجناة من زرع العبوة. وقال إن «المعسكر يقع على الطريق الرئيس، وآلاف يمرون بجوار أسواره المترامية يومياً». وقالت وزارة الداخلية في بيان إن «الانفجار نتج من عبوة محلية الصنع»، فيما قال المحامي العام الأول لنيابات الإسماعيلية هشام حمدي إن معاينة فريق النيابة العامة توصلت إلى أن «الحادث نتج من انفجار كميات كبيرة من المواد المتفجرة داخل سيارة كانت تقف على بعد 20 متراً من البوابة الرئيسة للمعسكر، ما نتج منه انفجار هائل تسبب في حفرة بعمق 2 متر أسفل السيارة وحطم سور بطول 10 أمتار». ونقل موقع «أصوات مصرية» التابع لوكالة «رويترز» للأنباء عن حمدي قوله إن «معظم الإصابات حدثت للجنود الذين كانوا داخل أبراج المراقبة وأكشاك تأمين المعسكر والنيابة لم تحصل على هيكل السيارة لأنه تناثر إلى قطع حديد». وانتقل فريق من المحققين إلى مستشفيات عدة لسؤال المصابين عن رواياتهم في شأن الحادث. وزار وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم أمس موقع الانفجار. وشدد في لقاء مع ضباط وأفراد قطاع الأمن المركزي على «ضرورة اتخاذ الحيطة والحذر الشديد في التعامل مع كل المواقف وتدارك ما قد يقع من أخطار». وقال إن «تلك الهجمات الإرهابية الغادرة تعد بمثابة الرمق الأخير (للجماعات المسلحة)، ورد فعل على الضربات الأمنية الناجحة التي تمكنت من ضبط كثير من العناصر الإرهابية الخطرة وكشف مخططاتهم»، مؤكداً أن «الجناة لن يفلتوا بجريمتهم، وسيتم إلقاء القبض عليهم قريباً». وزار إبراهيم الجرحى في المستشفى العسكري في الإسماعيلية ومستشفى الإسماعيلية العام، كما زار جرحى نُقلوا إلى مستشفى المعادي العسكري، ووجه بسفر الحالات الحرجة للعلاج في الخارج. ودان رئيس الوزراء حازم الببلاوى الاعتداء. وقال إن «قوى الظلام والإرهاب تسعى إلى تعطيل العملية السياسية الجارية»، مؤكداً أن «تلك العمليات الإرهابية الآثمة لن تنجح في تحقيق مسعاها البغيض. نحن ماضون في تنفيذ بنود خريطة الطريق بكل ثبات وثقة». واستنكر شيخ الأزهر أحمد الطيب «الحادث الإرهابي الغاشم». وأكد أن «الإسلام بريء من هذه التصرفات السوداء»، مطالباً كل سلطات الدولة باتخاذ خطوات حاسمة عاجلة ضد «هؤلاء المخربين والمجرمين»، فيما دان مفتي الجمهورية شوقي علام الحادث في شدة. وقال إن «تلك العملية الغادرة ينبذها الإسلام ويحرمها، بل ويعتبرها إفساداً في الأرض وقتلاً للأنفس بغير الحق... هذه العمليات الإرهابية هي محاربة لله ورسوله».