لا يزال عميد سن السينمائيين في العالم، البرتغالي مانويل دي أوليفيرا الذي احتفل أمس بعيد ميلاده الخامس بعد المئة، يحتفظ بالشغف نفسه حيال الفن السابع ويجهد الآن من أجل تمويل فيلمه المقبل ومتحمس للبدء بتصويره. وقالت اديلاييد تريبا ابنة المخرج: «والدي مستعد للتصوير يريد أن يبدأ العمل ما أن يحصل على تمويل لمشروعه المقبل». وكان المخرج قال في آخر ظهور علني له الشهر الماضي، خلال تكريمه في بورتو مسقط رأسه: «من المرجح جداً أن أحتفل بعيد ميلادي الخامس بعد المئة من دون أن أكون حصلت على دعم لفيلمي المقبل». ويتنقل المخرج الذي دخل المستشفى مرات عدة العام الماضي بسبب مضاعفات التهاب أصيب به، مستخدماً عصا وبرفقة أشخاص آخرين. وعلى رغم مشاكله الصحية، فهو في وضع جيد على ما تفيد أوساطه. وقالت ابنته: «بعد المشاكل التي تعرض لها العام الماضي تحسنت صحته. ووضعه مستقر جداً الآن». ويستبعد مانويل دي أوليفيرا فكرة التقاعد نهائياً. ويجهد المخرج الذي عرف حقبة السينما الصامتة، من أجل الحصول على مبلغ 350 ألف يورو لتصوير فيلمه المقبل «او فيليو دو ريستيلو». وسيناريو فيلمه المقبل مستوحى من شخصية «مسن ريستيلو»، وهو نبي سقط من عليائه يظهر في قصيدة «اوس لويسياداس» الملحمية التي كتبها لويس دي كامويش في القرن السادس عشر لرواية الاكتشافات البحرية الكبيرة للبحارة البرتغاليين. وتأخر مشروع دي اوليفيرا مرات عدة في ظل وضع صعب للسينما البرتغالية التي تعاني مباشرة من الاقتطاع الصارم في الموازنة الذي تعتمده الحكومة لتلبية شروط دائني البلاد الدوليين. وأعمال مانويل دي اوليفيرا كما مجموع سينما المؤلف في البرتغال، تمول بجزء كبير منها بأموال عامة. وقالت ابنة المخرج: «والدي عرف كيف يحافظ على الأمل في كل الظروف وهذا أوتي ثماره في كل مرة». ولا ينوي المخرج البرتغالي التوقف عند هذا الحد. فهو يتحدث عن مشاريع عدة يعدها. فثمة وثائقي عن المهندس المعماري البرتغالي الفارو سيزا فييرا وفيلم عن موسم قطف العنب وقد أنجز السيناريو الخاص به. منذ فيلمه الأول «دورو مشروع نهري» في عام 1931 صور دي اوليفيرا أكثر من خمسين فيلماً روائياً طويلاً ووثائقياً. وقد أنجز القسم الأكبر من أعماله بعد سن الستين. واعتباراً من العام 1988، أنجز فيلماً تقريباً في السنة وتعاون مع ممثلين مهمين مثل الأميركي جون مالكوفيتش والفرنسية كاترين دونوف ومواطنها ميشال بيكولي والإيطالي مارتشيلو ماستروياني.