الاتفاق النووي الغربي - الإيراني سيفضي في نهاية المطاف إلى تنفيذ الوثيقة السرية أو العرض السري الذي قدمته إيران بعيد سقوط النظام العراقي العام 2003 في مقابل الخدمات الجليلة التي قدمتها لأميركا في احتلال أفغانستان والعراق، والتي تتلخص في الاعتراف بإسرائيل كدولة، ووقف الدعم عن حزب الله اللبناني في مقابل منح الدولة الإيرانية الوصاية على منطقة الخليج العربي والاعتراف بها كقوة إقليمية شرعية. تنفيذ الوثيقة السرية يهدد وجود الدول الخليجية، وهذا ما أدركته المملكة العربية السعودية التي تعتبر بمنزلة الذراع السياسي لدول مجلس التعاون الخليجي، وتجلى ذلك في رفضها لعضوية مجلس الأمن الدولي، وتغيير مسار سياستها الخارجية وخطابها السياسي، وتمهيد الطريق أمام تحسين العلاقات مع الاتحاد الروسي التي تأثرت بسبب الأزمة السورية، كما سعت ما قبل الاتفاق الغربي - الإيراني إلى عرقلة المفاوضات النووية بين الجمهورية الإيرانية ومجموعة (5+1)، من خلال استخدام «الفيتو» الفرنسي، في محاولة تتم قراءتها بأنها تأتي لأجل شراء المزيد من الوقت. دول مجلس التعاون الخليجي ما بعد الاتفاق الغربي - الإيراني أصبحت مجبرة على التحرك، لأجل المحافظة على وجودها واستقرارها وأمنها، وصد الطريق أمام الهيمنة الإيرانية وأولى هذه الخطوات السعي إلى تنفيذ مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، المتضمنة الانتقال من التعاون إلى الاتحاد، كما يجب على الأنظمة الخليجية أن تعي جيداً بأن الاتحاد هو الضمان الوحيد لاستقرار الدول الخليجية، بخاصة في ظل المتغيرات التي تمر بها المنطقة حتى وإن كان الانتقال إلى الاتحاد بين دولتين أو أكثر كمرحلة أولية، أضف إلى ذلك أن ضياع مزيد من الوقت لن يحقق إلا مزيد من العراقيل أمام تنفيذ خطوة الانتقال التي ستكون في ما بعد غير قابلة للتطبيق، حتى وإن كان هناك إجماع على ذلك، كما أن المرحلة المقبلة تتطلب من دول مجلس التعاون الخليجي وجود قوة عسكرية مشتركة، قادرة على حماية المنطقة الخليجية من أي خطر، وصياغة سياسة موحدة لمواجهة أي تغييرات مقبلة. الجمهورية اليمنية يجب أن تكون حاضرة في حسابات دول مجلس التعاون الخليجي لمواجهة تداعيات الاتفاق الغربي - الإيراني، إذ لا بد من تكثيف الدعم لليمن حتى يتسنى له الخروج من مستنقع المرحلة الانتقالية الذي لا يزال يعيش بداخله منذ الثورة اليمنية ومساعدته في بناء جيش قوي، يكون قادراً على حماية البلاد وصد الطريق أمام المحاولات الإيرانية المتكررة بين الفينة والأخرى في استخدامه كذراع من طريق الجماعة الحوثية، لزعزعة استقرار الدول الخليجية وبخاصة المملكة العربية السعودية. [email protected]