قال الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ ان الحوار العراقي- السوري بإشراف تركيا والجامعة العربية «لم يحقق نتائج ملموسة لكن لم تفشل وما زال العراق مستعداً لمواصلة الحوار».وأوضح الدباغ ل «الحياة» امس ان «من حق العراق الدفاع عن امن شعبه واستقراره، وهذا ما لم يتفهمه الجانب السوري، ورفض مجدداً تسليم المطلوبين المتهمين بتخطيط وتنفيذ جريمة الأربعاء الدامي، على رغم عرض الأدلة والوثائق الدامغة التي تثبت تورط تلك الجماعات الموجودة في سورية». وشدد الدباغ على ان «الوساطة التركية –العربية لم تحقق شيئاً، وهذا لا يعني انها فشلت». وأشار الى ان «العراق مستعد لمواصلة الحوارات مع دمشق اذا أبدت شيئاً من المرونة في تقبل الادلة والوثائق التي في حوزة اللجنة الامنية العراقية»، وزاد: «للاسف، سورية لم تستفد من الوساطة العربية - التركية لحلحلة الازمة». وكان وزيرا الخارجية العراقي هوشيار زيباري، والتركي وليد المعلم اجريا في اسطنبول بحضور الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ووزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو جولة محادثات لم تسفر عن نتائج ملموسة. وأكد الدباغ ان «بغداد قدمت أدلة دامغة، ليس امامنا سوى المضي باجراءات رفع القضية إلى الأممالمتحدة لتشكل لجان تحقيق في القضية». إلى ذلك، أكد وكيل وزير الخارجية لبيد عباوي في اتصال مع «الحياة» ان «الحكومة مصممة على متابعة القضية من طريق استمرار المحادثات بين الجانبين العراقي والسوري، وقد يعقد اجتماع بين الجانبين على هامش مؤتمر الجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويورك لمتابعة الملف». وأضاف إن «محادثات اسطنبول لم تحقق ما يطمح اليه العراق. ولكن لن يصيبنا اليأس من مواصلة المشوار مع الطرف السوري بوساطة تركية، وان اقتضى الامر عقد صفقة عراقية – تركية لتنفيذ مطالبنا في تسليم المطلوبين». ولم يكشف طبيعة الصفقة. وتابع: «لا نعتقد ان الطريق مسدود فالجهود الديبلوماسية مستمرة لتذليل العقبات والعراق لديه قضية عادلة ولم يطالب باكثر من حقه في محاسبة المتورطين في اعمال العنف في البلاد». أما وكيل وزير الداخلية الفريق كاظم أحمد الخفاجي فأعرب عن إعتقاده بأن تشكيل محكمة دولية «هو الحل الامثل لوقف التدخلات الخارجية والمد الارهابي من دول الجوار». واضاف في تصريحات صحافية ان «خيار الحكومة في اللجوء إلى المحكمة الدولية للتحقيق في هجمات بغداد الشهر الماضي سيكون الفيصل لتسوية الأزمة مع سورية». وكان العراق اكد قطع المفاوضات في اسطنبول الاربعاء الماضي، بعد فشل لقاء امني في انقرة، لكن المفاوضات استؤنفت الخميس بين زيباري والمعلم من دون ان يعلق الوزيران على نتائجها. وكان رئيس بعثة العراق لدى الاممالمتحدة حامد البياتي صرح امس بان «موقف الكثير من اعضاء مجلس الامن والدول الاعضاء والولايات المتحد يدعم طلب تشكيل محكمة دولية». وأضاف البياتي ان «الجميع يشعر بأن للعراق الحق في تقديم مثل هذا الطلب لأن الارهاب يقتل الكثير من العراقيين الابرياء».