تستعيد مصر هذا الأسبوع الجزء العلوي لتمثال لأحد نبلاء الأسرة السادسة والعشرين سُرق من مقتنيات المتحف المصري يوم «جمعة الغضب» في 28 كانون الثاني (يناير) 2011. وكشف وزير الدولة لشؤون الآثار المصري الدكتور محمد إبراهيم أن التمثال انشطر إلى نصفين عند تحطيم اللصوص واجهة عرضه، وأخذ الجزء العلوي منه وهُرِّب إلى بلجيكا وبيع لأحد المواطنين البلجيكيين. وعند عرضه على أحد علماء الآثار الفرنسيين لإبداء رأيه فيه، تبين للعالم الفرنسي أنه كان أجرى دراسة عليه داخل المتحف المصري عام 1989، فأبلغ وزارة الآثار (المصرية) بوجود التمثال في بلجيكا. وأكد إبراهيم أنه فور إخطار عالم الآثار الفرنسي لوزارة الآثار بوجود التمثال في بلجيكا اتُخذت الإجراءات اللازمة، بالتنسيق مع وزارة الخارجية المصرية والسفارة المصرية في بروكسيل والانتربول واليونيسكو وحائز التمثال، لتسليمه من دون مقابل إلى السفارة المصرية الأسبوع الجاري، تمهيداً لعودته إلى مصر. ونبه إبراهيم إلى أن الجزء المستعاد من التمثال مسجل في سجلات المتحف المصري ولم يدرج ضمن مفقودات المتحف، ما دعاه إلى إحالة الموضوع والقائمين على القسم الذي فقد منه التمثال إلى النيابة للتحقيق في عدم الإبلاغ عن فقدانه ضمن ما فقد من مقتنيات المتحف. وقال مدير إدارة الآثار المستردة علي أحمد إن التمثال كان عثر عليه في منف (الجيزة) عام 1858، وصاحبه كان يحمل ألقاب «النبيل» و«الأمير الوراثي» و«حامل أختام الشمال» و«السمير الأوحد»، ويبلغ ارتفاعه كاملاً نحو 29 سنتمتراً ويعرف في الحضارة المصرية القديمة باسم «التمثال الناووسي». من جهة أخرى، أوصت الدول الأعضاء في «منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة» (اليونيسكو) بإعداد ملف كامل تعرض مصر من خلاله تفاصيل مقترحها بإنشاء مركز متخصص في علم المتاحف، برعاية اليونيسكو، ليكون مقره القاهرة. جاء ذلك خلال الاجتماع العام لمنظمة اليونسكو، والذي وانتهت فعالياته في العاصمة الفرنسية باريس قبل يومين. وأوضح إبراهيم أن المقترح المصري بإنشاء مركز متخصص في علم المتاحف يهدف أولاً إلى الارتقاء بمستوى إدارة المتاحف والنهوض بكفاءة العاملين فيها، لافتاً إلى ترحيب المدير العام المساعد للجنة الثقافة في منظمة اليونيسكو فراشسكو بندارين. وشدد على ضرورة إنشاء مثل هذه المراكز المتخصصة، والتي تعمل على الارتقاء بمستوى العاملين في المتاحف من خلال التدريب على أفضل سبل الإدارة المتحفية والتعريف المستمر بأحدث سبل العرض المتحفي وآليات تأمين المتاحف، ما يجعل المنظومة المتحفية متكاملة ومواكبة العصر. وسيعود ذلك بالنفع على متاحف القارة الأفريقية والشرق الأوسط عموماً. وأكدت مدير عام منظمة اليونسكو إيرينا بوكوفا على هامش الاجتماع، ترحيبها الدائم للتعاون مع مصر في كل ما يخص الحفاظ على الممتلكات الثقافية، مشيدة بالمبادرة المصرية بإنشاء اللجنة الوطنية لإدارة مواقع التراث العالمي.