صنعاء، باريس - أ ف ب - فيما دانت المفوضة العليا لحقوق الانسان في الأممالمتحدة نافاتينيم بيلاي مقتل مدنيين في شكل «مأسوي» في غارة جوية في شمال اليمن، ودعت الحكومة إلى احترام القوانين الانسانية الدولية، رحبت صنعاء يوم أمس بدعوة المنظمة الدولية الى تسهيل وصول المساعدات الى اللاجئين الهاربين من المعارك بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين، إلا أنها اتهمت عناصر التمرد بعدم التجاوب مع المساعي الانسانية. وقالت بيلاي في بيان إن هذا الهجوم يشكل «تطوراً يثير قلقاً عميقاً في نزاع يتسبب أصلاً بإرباك بسبب عواقبه على المدنيين». وأضافت: «أود تذكير الحكومة اليمنية والقوات المسلحة بواجبها لجهة حماية المدنيين العالقين في المعارك واحترام القوانين الانسانية الدولية». وكان أكثر من 80 مدنياً من بينهم نساء واطفال قُتلوا الأربعاء الماضي في غارة جوية شنها الجيش على مخيم عشوائي للاجئين في شمال البلاد. وأفاد شهود تحدثت اليهم «فرانس برس» أن طائرة مقاتلة استهدفت العائلات التي فرت من المعارك ولجأت الى وادي العادي (شمال). وطالبت بيلاي السلطات اليمينة «بفتح تحقيق واتخاذ اجراءات فورية لتجنب تكرار» أحداث «مأسوية» من هذا القبيل. كما أعربت عن قلقها حيال مصير المدنيين العالقين وسط المعارك بين القوات الحكومية والمتمردين، والذين يتعذر على وكالات الاممالمتحدة الانسانية الوصول اليهم. وتابعت: «يبدو أن عدداً كبيراً من المدنيين تطاوله الهجمات البرية والجوية مباشرة. هذا النوع من الاوضاع مدمر في شكل خاص بالنسبة الى النساء والاطفال»، داعية الطرفين الى السماح للمدنيين بمغادرة مناطق القتال. في المقابل، نقل موقع «26 سبتمبر.نت» التابع لوزارة الدفاع اليمنية عن مصدر في الخارجية أن «الجمهورية اليمنية تقدر دعوة الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى تسهيل ايصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة». وذكر المصدر أن «الحكومة اليمنية أولت قضية النازحين (...) وظروفهم الانسانية الأولوية في معالجة الوضع في صعدة (شمال)، وأعلنت بعد أربعة أيام من بداية الحرب وقف العمليات العسكرية ... من أجل وصول المواد التموينية إليهم وتأمين ممرات آمنة لإيصال المساعدات والمعونات الاغاثية إلى النازحين». وأضاف أن نداء الاممالمتحدة والمنظمات الانسانية في هذا الشأن «لم تستجب له عناصر الإرهاب والتخريب (...) واستمرت في اعاقة حركة السير في الطرقات حيث قامت بزرع الالغام والمتفجرات على جوانب الطرق للحيلولة دون وصول الامدادات والمعونات الاغاثية للمواطنين وحالت بينهم والنزوح الى مناطق آمنة وجعلت منهم دروعاً بشرية». وفي باريس، أعربت وزارة الخارجية الفرنسية عن «القلق» للمعلومات عن مقتل 80 شخصاً في غارة جوية شنها الجيش اليمني، ودعت الى «وقف فوري للمعارك». وقال الناطق باسم الوزارة برنار فاليرو: «نحن قلقون للمعلومات عن مقتل عشرات المدنيين في غارة جوية في اطار المعارك». وأضاف أن «فرنسا تدعو وشركاءها في الاتحاد الاوروبي الى وقف فوري للمعارك، وتطلب من السلطات اليمنية والمتمردين تسهيل الجهود الدولية وغير الحكومية حيال النازحين الذين يرتفع عددهم في شكل يثير القلق».