عرض عدد من المخرجين السعوديين أفلاماً سينمائية قصيرة في القنصلية الفرنسية بجدة الأسبوع الماضي، وتنوعت الأفلام في طرح القضايا وحلولها ومعالجتها والتعبير عنها من خلال الفن السابع بمشاركة نخبة من الممثلين والمبدعين الشباب. وقال القنصل الفرنسي الدكتور لويس بلين: «إن السينمائيين السعوديين لديهم مواهب فنية جديرة بالاهتمام ونحاول أن نتعرف عليهم وعلى إنتاجهم السينمائي». وقدم المخرج عبدالله العياف فيلماً قصيراً بعنوان: «ست عيون عمياء» شارك فيه الشاعر السعودي أحمد الملا في دور الطبيب عارف والممثل عبدالمجيد الكناني في دور منصور، وهو مواجهة بين مريض نفسي وطبيبه الذي اعتقد أنه أمام حالة مرضية مألوفة، ليكتشف لاحقاً من خلال الحوار النفسي أن الأمور أكثر تعقيداً مما كان يتصور. في حين طرح المخرج بدر الحمود قضية قيادة المرأة السيارة في فيلمه «سكراب»، بطولة الفنانة السعودية سناء بكر يونس، وكانت لغة الصمت فيه أبلغ من الكلام والتعبير عن قضية اجتماعية لا تزال محل جدل ونقاش. فيما عالج المخرج محمد سلمان في فيلمه «سيكل» قضية حب إنسانية من قصة وسيناريو عباس الحايك وبطولة حسين يوسف السيهاتي والطفل حسين يوسف، وتدور أحداثه حول محمد الصغير المتعلق بخاله الذي تعوّد الخروج معه إلى البحر ليعلمه ركوب الدراجة الهوائية، ويعامله كصديق له إلى أن يتعرض الخال لحادث ويُمنع محمد من زيارته لصغر سنه. واستعرض الفيلم الوثائقي الحياة الفطرية في السعودية وحماية النمر العربي، وبخاصة في منطقة جنوب السعودية، شارك فيه الشاعر السعودي أحمد البوق، وقدم الفيلم صورة نقية لحياة النمر العربي ودور المواطنين في حمايته لئلا تنقرض سلالته من الجزيرة العربية. وعلق المخرج الدكتور فهد غزولي على الأفلام بقوله: «يمتلك المخرج السعودي مواهب كبيرة في السينما، ولديه القدرة الكبيرة على المنافسة في المهرجانات والمسابقات المختلفة ونيل الجوائز نظير إبداعه». وأضاف: «إن ردة الفعل والدهشة التي شاهدناها على الحضور من الفرنسيين وغيرهم تؤكد ما أشرت إليه، وحاولت الأفلام مناقشة بعض القضايا الاجتماعية وإخراجها عبر السينما بطريقة فنية لافتة». وشهد العرض حضور عدد من المهتمين والمتابعين الذين صفقوا غير مرة للأفلام المعروضة وإجادة المخرجين في مناقشة وطرح القضايا المختلفة».
