شدد الرئيس العام للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية المهندس محمد بن خالد السويكت، على أن مشروع قطار الحرمين مشروع رائد من حيث توطين الصناعة وتوطين الوظائف، وقال إن «75 في المئة من العاملين في المشروع والبالغ عددهم 3098 موظفاً وعاملاً في مختلف التخصصات سيكونون من المواطنين السعوديين»، مشيراً إلى أن بعضهم يتلقى حالياً تدريباً في إسبانيا وخصوصاً المهندسين وسائقي القطارات. وقال السويكت خلال اللقاء الذي نظمته الغرفة التجارية والصناعية في مكةالمكرمة أمس بمحطة «الرصيفة» لقطار الحرمين بعنوان: «قطار الحرمين السريع .. مشروع تنموي»، إنه من المهم أن يكون هناك توازن بين خصوصية التقنية للقطار السريع وبين متطلبات السوق، وأن كل ما يمكن إنتاجه محلياً يتم استخدامه في المشروع من خلال مصانع قائمة في جدةوالرياض وحائل. وأضاف: «مع توسع مشروع الخطوط الحديدية سيتم إنشاء مصانع لهذه المواد في السعودية»، مؤكداً أهمية توطين الصناعة. وقال قريباً سنفتتح مصنعاً في الرياض للمحولات على أرض المؤسسة، كما سيتم إنشاء مصانع للروابط الحديدية قريباً. وأضاف: «ستتولى شركة وطنية أعمال الصيانة والتشغيل وهذه الشركة المشغلة هي عضو في الائتلاف المنفذ للمشروع، وتسعة من هذه الشركات ستحول مسؤوليتها إلى الشركات السعودية الثلاث لوجود توجه نحو توطين الصناعة». وأكد أن المشروع يشمل توطين الوظائف، والتوظيف يشمل التدريب حتى لمن يتولون قيادة القطار، تم توظيفهم في الشركة المشغلة، وتم تدريبهم في الفترة الماضية نظرياً وعملياً في مراكز متخصصة وقيادة القطارات من هذا النوع في إسبانيا. ووصف مشروع قطار الحرمين بأنه فريد من نوعه واستثنائي، بالنظر إلى أنه أول قطار كهربائي سريع يعمل في بيئة منطقة الشرق الأوسط، موضحاً أنه سيتم تسيير 7 قطارات خلال ساعة واحدة من وإلى جدة، وقطارين بين مكة والمدينة وأربعة قطارات ما بين مكة ورابغ، كاشفاً أن القطار سيقوم بنقل 19,600 راكب في الساعة الواحدة، فيما سينقل خلال 12 عاماً أكثر من 2.2 بليون راكب. وذكر أن قطار الحرمين والذي يبلغ طول خطوطه 450 كيلومتراً، ويسير بسرعة 300 كيلومتر في الساعة، سيحقق 90 في المئة من عائداته خلال 12 عاماً، وأن المشروع يتكون من 35 قطاراً وقطار واحد لكبار الشخصيات، مؤكداً أهمية الدور الذي يمكن أن يقوم به القطاع الخاص في دعم أهداف مشروع القطار، مبيناً أن نسبة الإنجاز في محطة مكةالمكرمة والتي تبلغ كلفتها الكلية أكثر من ثلاثة بلايين ريال وصلت إلى 86 في المئة. وأشار السويكت إلى أن الخطوط الحديدية وضعت في الاعتبار إدارة الحشود وحركة المسافرين في الدخول والخروج وأعدادهم، وسيتم التنسيق مع الجهات المختصة في عملية إدارة الحشود، مبيناً أن كثيراً من المواد المستخدمة في المشروع مصنعة محلياً، وعدا ذلك من الأجهزة التقنية يتم استيرادها من الخارج. ولفت السويكت إلى أهمية تثقيف استخدام القطار والمحطات، خصوصاً للمنطقة الغربية والقادمين من خارج المملكة من الحجاج والمعتمرين، فهم يحتاجون إلى تثقيف وتوعية لاستخدام القطار والمحطات من خلال التنسيق مع الجهات المختصة. من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة غرفة مكةالمكرمة ماهر بن صالح جمال، خلال اللقاء: «إن الغرفة عكفت على ترتيب أوضاعها، وإعداد خططها للتفاعل الإيجابي مع مشروع قطار الحرمين بعد مرحلة التشغيل». وأضاف أنهم سيقودون حملة تنسيقية تسبق مرحلة تشغيل القطار مع كل الجهات ذات الصلة سواء الحكومية أم الخدمية لتوحيد رؤاها حول الكيفية المثلى لإنجاح الأهداف التي من أجلها أنشئ مشروع القطار. وأشار إلى أن دور الغرفة سيكون مكملاً لدور المؤسسة العامة للخطوط الحديدية، وذلك من خلال الاستفادة من الفرص العديدة التي يتيحها هذا المشروع التنموي للقطاع الخاص في مكةالمكرمة، في مختلف مجالات الخدمات، مؤكداً أن دخول القطاع الخاص في هذا المشروع يعد عامل نجاح لقدرته على تسريع عجلة المشاريع لخبراتها المتراكمة في مجالات الخدمات والتنمية.