تلعب الجينات دوراً مهماً في رسم تقاسيم الوجه وملامحه، كما أن لها دوراً فاعلاً في تحديد الطول والوزن، في حين لم تفلح الحلول القديمة والموقتة، في إصلاح الأمور التي يعتبرها أصحابها «أخطاء تحتاج للقلع جذرياً»، مهما كلّف الأمر. فلم يعد الماكياج والكعب العالي و»ستايل» الملابس نافعة في إخفائها أو تخفيفها بحسب فتيات، فيلجأن إلى الجراحات التجميلية، عن طيب خاطر، سعياً للحصول على «نيو لوك» خال من النقص، بعيداً من النقد والاستهزاء. فيما يتبادر إلى أذهانهن مصير أولادهن بعد الزواج والإنجاب: هل ستظهر تلك الوراثة «العلامات الفارقة» لتفضح ما أخفينه من عمليات تجميل، وليقعن في حيرة: هل نعترف أم نلتزم الصمت؟. وتشكّل عمليات التجميل مصدر «قلق» بين الفتيات، اللاتي يتساءلن: هل نغش المتقدّم للزواج؟ وتحوّلت قضية رجل صيني، إلى مصدر «توجّس»، حين حكمت له إحدى محاكم بلاده بتعويض مالي «ضخم». بعد أن اكتشف أن سر قبح أطفاله هو شبههم بوالدتهم، التي أجرت جراحات تجميل، وأخفت ذلك عن الزوج. ولم تصارحه به قبل الزفاف. وتناقلت وسائل الإعلام الخبر، ووصفته ب «اللا أخلاقي من الزوجة». ولجأت مرام (19 سنة) إلى جراحة تجميل الأنف، لوجود ما أطلقت عليه «العقدة»، بسبب وجود «انحناء واضح في عظم الأنف. فيما أريده مستقيماً»، على حدّ قولها. وأضافت: «شكّل لي الأمر عقدة لأعوام، ولم أجزم بضرورة إجراء جراحة تجميل، خوفاً من تداعياتها، حتى استشعرت والدتي قلقي المتزايد، فلم يطرق بابنا خاطب واحد، فاقترحت إجراء الجراحة، وفوجئت بموافقة أسرتي، التي باشرت في مخاطبة المستشفيات والأطباء خارج المملكة، وإرسال صور لي، كي يطلع عليها الأطباء، وبالفعل تم الاتفاق مع أحد المستشفيات، وأجريت الجراحة، وأنا سعيدة بالنتيجة التي وصلت لها»، مشيرة إلى أنه «لا يسألني أحد عن التغيير الجذري في ملامحي، وإنما أرى ابتسامة تؤكد لي أن ما فعلته كان الصواب». ولم تقتصر جراحات التجميل على ملامح الوجه وإصلاحها من تقويم الأنف وتعديل الفك ونفخ الوجنتين والشفتين. إذ تعدّى الأمر ذلك، ليصل إلى جراحات الشدّ والشفط لمنطقة البطن، بين فتيات لم تُجد معهن الرياضة والأنظمة الغذائية نفعاً، فلجأن إلى الجراحة. وقالت منى (20 سنة): «الكرش سمة مميزة في أسرتي، إلا أن ما أراه من الفتيات الآن، وما أشاهده على شاشة التلفزيون، وأيضاً الملابس المعروضة في الأسواق، تدعوني لرفض هذه السمة، بكل ما أوتيت من قوة»، مضيفة: «قررت إجراء الجراحة، ما سبب قلقاً لوالدتي حول مستقبلي في الإنجاب. إلا أن الطبيب أكدّ لها أن ذلك لن يؤثر على قدراتي». وتتابع: «كانت الجراحة مؤلمة جداً. إلا أن إصراري في الحصول على جسم متناسق، كان دافعي للتحمّل». ويوضح عضو هيئة التدريس في كلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى الدكتور الشريف حاتم العوني، في تصريح إلى «الحياة» أن «عدم إخبار الخاطب، بأن مخطوبته أجرت عملية تجميل قبل عقد النكاح، يدخل في باب الغش والتدليس»، مستدركاً: «يعتمد ذلك على شدة التغيير في الملامح، وشدة أثر العملية»، مؤكداً أن «من حق الزوج طلب الخلع، وأن يطلق وليس عاجزاً عن الطلاق، مع استرداد كامل المهر، ومن حقه التعويض». يذكر أن نسبة إقبال السعوديات على جراحات التجميل بلغت 40 في المئة، بين الفئة العمرية من 28 إلى 37 سنة، و18 في المئة من سن 20 إلى 30. فيما كشفت تقارير نشرت أخيراً أن المرأة السعودية تعتبر «الأولى» بين نساء العرب في جراحات التجميل. وبحسب إحصاء أجرته الجمعية الدولية للجراحة التجميلية، فإن الإقبال على عمليات التجميل آخذ في الانتشار بين الفتيات من سن 19 إلى 30 سنة.