وجه «الحرس الثوري» الإيراني امس تحذيرا شديد اللهجة الى المعارضة الاصلاحية من انه سيقمع اي تظاهرة تنظمها لمناسبة «يوم القدس العالمي» اليوم والتي ستشكل على ما يبدو اختبار قوة جديداً بين النظام والاصلاحيين. في هذا الوقت، أعرب وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس عن قلقه أمس، من احتمال أن تكون إيران تماطل في ملفها النووي، فيما اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن فرض عقوبات إضافية عليها سيشكل «خطأً جسيماً». تزامن ذلك مع تأكيد وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي أن طهران لن تجري مفاوضات مباشرة مع واشنطن، خلال المحادثات المقررة في 1 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل مع الدول الست الكبرى المعنية بملفها النووي، فيما اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك أن إيران «لا تشكل خطراً على وجود إسرائيل». وقال «الحرس الثوري» في بيان اوردته وكالة الانباء الرسمية الإيرانية انه سيقمع أي تظاهرة تنظمها المعارضة لمناسبة «يوم القدس» الذي يتم إحياؤه في كل المدن الإيرانية سنوياً في آخر يوم جمعة من شهر رمضان. وكانت مواقع إلكترونية إصلاحية أفادت بأن الرئيس السابق محمد خاتمي والمرشحَين الإصلاحيين لانتخابات الرئاسة مير حسين موسوي ومهدي كروبي سيشاركون في مسيرات «يوم القدس»، وحضّت أنصارهم على التظاهر ورفع شعارات مناهضة للحكومة، إضافة الى ارتداء اللون الأخضر، وهو لون حملة موسوي الانتخابية. وجاء في بيان «الحرس»: «نحذر الشعب والحركات التي تريد مساعدة النظام الصهيوني، من أنها إذا أرادت إثارة القلاقل والاضطرابات أثناء تجمع يوم القدس المجيد، ستواجَه في شكل حاسم من أبناء إيران البواسل». وأضاف البيان أن «أعداء النظام والثورة وأولئك الذين هُزموا في الاقتراع (الرئاسي) الأخير، يسعون الى الانتقام من الشعب الذي فتح فصلاً جديداً في مسيرة التطور والشموخ في البلد» خلال الانتخابات في حزيران (يونيو) الماضي. ولفت الى أن «الشبكات الأجنبية، خصوصاً أجهزة استخبارات النظام الصهيوني، (تخطط) لإثارة اضطرابات وانقسامات في حركة الشعب الموحدة». وأشار البيان الى من يحاول «استغلال رموز ملونة خادعة»، محذراً من أن «الأبناء الشجعان للامة في قوات الأمن والشرطة، أو في الحرس الثوري أو الباسيج، جاهزون للتصدي الحازم لأي تحرك انحرافي، مناهض للثورة والشعب». وسيلقي الرئيس محمود أحمدي نجاد كلمة قبل خطبة صلاة الجمعة التي يؤمها رجل الدين المتشدد أحمد خاتمي، بدل رئيس مجلس خبراء القيادة هاشمي رفسنجاني الذي أُقصي من إمامة صلاة الجمعة خلال «يوم القدس»، علماً انه كان يتولاها خلال السنين ال25 الماضية. لكن رفسنجاني نفى وجود «أبعاد سياسية» للقرار، مؤكداً ان لا خلافات بين مسؤولي النظام. وعلى صعيد الملف النووي، قال متقي إن المشاورات متواصلة لتحديد مكان المحادثات المقررة مع الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)، مؤكداً أن «المحادثات ستكون بين إيران والدول الست، وليست مباشرة بين إيران والولايات المتحدة». وأضاف: «الأميركيون حاضرون، وستُجرى مناقشات حول مواضيع مختلفة». في واشنطن، قال غيتس: «كلنا قلقون من (احتمال) أن تكون إيران تستهلك الوقت معنا حول برنامجها النووي. لا يزال هناك مجال للديبلوماسية، وقد أقول للعقوبات لإقناع الإيرانيين بأن أمنهم سيتقلص بالمضي قدماً على طريق (إنتاج) الأسلحة النووية». في المقابل، رأى لافروف أن «ثمة فرصة فعلية لإجراء مفاوضات ينبغي ان تؤدي نتائجها الى اتفاق يرسي الثقة بالبرنامج النووي الإيراني ذي الطابع السلمي البحت». وشدد على أن «تفويت هذه الفرصة عبر طلب (فرض) عقوبات، سيكون خطأً جسيماً». الى ذلك، أعلن الجنرال عزيز نصير زادة مساعد شؤون التنسيق في سلاح الجو الإيراني، أن عشرات المقاتلات ستشارك الثلثاء المقبل في «اكبر استعراض جوي» في تاريخ بلاده.