نفذ رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف زيارة قصيرة للعاصمة الأفغانية كابول اعتبرت الأولى له منذ توليه السلطة بعد انتخابات أيار (مايو) الماضي، وأكد بعد لقائه الرئيس الأفغاني حميد كارزاي دعم إسلام آباد جهود المصالحة التي تبذلها كابول مع حركة «طالبان» وباقي المتمردين. وجاءت زيارة شريف وسط مواجهة كارزاي انتقادات داخلية وأميركية بسبب رفضه توقيع اتفاق أمني بين بلده والولايات المتحدة كان المجلس الأفغاني القبلي التقليدي الكبير (لويا جيرغا) صادق عليه الأسبوع الماضي، علماً أن باكستان تحاول تفادي وقوع أفغانستان بين يدي الهند، خصمها التقليدي في المنطقة. وأكد شريف في مؤتمر صحافي مشترك مع كارزاي أن السلام الدائم في أفغانستان «يجب أن يحصل عبر عملية سياسية»، مطالباً باتخاذ خطوات جدية وقوية لتحريك الحوار الأفغاني الداخلي في سبل تحقيق نتيجة مرضية على صعيد استقرار الوضع الأمني بعد انسحاب القوات الأجنبية من البلاد بحلول نهاية 2014. وأكد إطلاق إسلام آباد الملا عبد الغني برادر، نائب الزعيم الروحي لحركة «طالبان» الأفغانية الملا محمد عمر الذي يعتقد مسؤولون أفغان بأنه يتمتع بنفوذ كافٍ داخل «طالبان» لإحياء محادثات السلام، واستعدادها لتسهيل لقاءات جديدة بين مسؤولين أفغان والملا برادر، بعدما زاره وفد من كابول قبل عشرة أيام. وقال: «الملا برادر حر، وحين يأتي أي شخص سنعمل على عقد لقاء معه». وردّ كارزاي بأن «افغانستانوباكستان والولايات المتحدة تعمل معاً من أجل السلام في أفغانستان»، مؤكداً أن «لا استقرار في بلاده من دون موافقة باكستان والولايات المتحدة». شريف الذي يقود اقتصاداً باكستانياً متدهوراً يعمل على إعادة بنائه، يحاول إنشاء علاقات اقتصادية قوية مع أفغانستان تمهد لاستخدام أراضيها ممراً للبضائع بين باكستان ودول وسط آسيا، من خلال تشييد خط سكة حديد يربط بين مدينتي بيشاور الباكستانية وجلال آباد الأفغانية. كما يخطط لتشييد خط لأنابيب غاز يربط بين باكستانوأفغانستانوالهند وتركمانستان، وتنفيذ مشروع لنقل الطاقة من مع دول وسط آسيا عبر أفغانستان إلى باكستان. ويتخوف الجيش والاستخبارات في باكستان من تنامي العلاقات بين نيودلهي وكابول، إذ ستقدم الهند منحاً مالية لأفغانستان بقيمة بليوني دولار للسنة المقبلة، وتزودها معدات بالقيمة ذاتها تقريباً، علماً أن كابول رفضت عرضاً باكستانياً لتدريب الجيش الأفغاني في مقابل قبولها تدريب قوات هندية عناصرها الأمنية. على صعيد آخر (رويترز)، أعلن مارك باودين، منسق الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في أفغانستان، أن «عمال الإغاثة في هذا البلد باتوا يواجهون تهديداً متزايداً، ما يثير القلق في وقت تشهد البلاد مرحلة انتقالية صعبة قبل انسحاب القوات الأجنبية بحلول نهاية 2014، ما سيحتم تصدي القوات الأفغانية بمفردها لتمرد طالبان». جاء ذلك بعد مقتل 9 عمال إغاثة في حادثين منفصلين بأفغانستان الشهر الماضي، علماً أن عدد قتلى هؤلاء العمال والمصابين والمخطوفين بلغ 73 منذ مطلع السنة، وهو الأعلى منذ أن بدأت المنظمة جمع البيانات عام 1997.