زادت كوريا الشمالية إنتاجها الغذائي للسنة الثالثة على التوالي، لكن سوء التغذية ما زال منتشراً في البلاد وفق وكالتين للأمم المتحدة، أعربتا عن قلقهما، خصوصاً حيال ما يتسبب به ذلك من نقص في نمو الأطفال. وأفادت دراسة قامت بها منظمة الأغذية والزراعة "فاو" وبرنامج الأغذية العالمي "بام"، ونشرت مساء الخميس أنه "نظراً لعدم وجود نظام عام جيد لتوزيع الأغذية تظل العائلات مرهونة بالسوق السوداء غير الرسمية، وتبادل المنتجات من أجل الحصول على الغذاء". وقال الاقتصادي في فاو كيسان غونجال إنه "رغم تحسن مستمر في الإنتاج الزراعي، ما زال النظام الغذائي ضعيفاً جداً يتأثر بالأزمات وندرة المواد، وخصوصاً في ما يخص المواد الغنية بالبروتيين". وقدر الإنتاج الغذائي الكامل في كوريا الشمالية بنحو 5,03 ملايين طن سنوياً خلال 2013، أي بزيادة 5% مقارنة بالسنة التي سبقتها. لكن الاستهلاك الغذائي ل84% من العائلات في كافة أنحاء البلاد يعتبر "محدوداً" أو "ضعيفاً جداً". وتراجعت نسب سوء التغذية لدى الأطفال خلال العقد الأخير، لكن النقص في نموهم يبقى "مثيراً للقلق" وكذلك قلة المغذيات الدقيقة، بحسب الدراسة. ويتوقع أن يكون التحسن، الذي طرأ على الوضع الغذائي في البلاد نتيجة السوق السوداء للمواد الغذائية، التي تبيع فيها العائلات وتشتري وتتبادل المنتجات التي تزرعها في باحاتها وحدائقها الصغيرة. وبعد أن كانت محظورة، أصبحت السلطات تغض النظر عن هذه الأسواق غير الرسمية. ولأن كوريا الشمالية تنوي استيراد 300 ألف طن من الحبوب، قدرت الوكالتان النقص بنحو أربعة آلاف طن يجب تعويضها "سواء عبر عمليات شراء إضافية من طرف الحكومة، أو عبر مساعدة دولية تفادياً لتفاقم سوء التغذية".