لندن، طهران، بيروت، دمشق - «الحياة»، رويترز، أ ف ب - أعلن النظام السوري رسمياً الموافقة على المشاركة في مؤتمر «جنيف 2»، مكرراً رفضه تنحي الرئيس بشار الأسد و «التخلي عن السلطة»، فيما ظهرت بوادر تعاون تركي - إيراني لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية عبر صدور دعوة مشتركة لوقف النار، وسط استمرار «المعارك الطاحنة» في الغوطة الشرقيةلدمشق. ميدانياً، تحدثت المعارضة عن «تقدم كبير» في السيطرة على بلدة العتيبة التي تشكل ممراً رئيسياً بين العاصمة وغوطتها وباقي مناطق سورية. وأعلنت «داعش» إزالة سواتر ترابية بين العراق وسورية في شمال شرقي البلاد. في غضون ذلك، كشف مصدر فرنسي ل «الحياة»، أن اتصال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بنظيره السعودي الأمير سعود الفيصل أول من امس، تناول ملفي إيران وسورية والإعداد ل «جنيف 2» والصعوبات التي يواجهها المؤتمر بسبب تدهور الوضع على الأرض والحاجة الماسة إلى توحيد المعارضة وتعزيزها. وأضاف أنهما اتفقا على ضرورة التمسك بمعايير «جنيف1» وتشكيل هيئة انتقالية من دون الأسد، والاستمرار في التشاور المكثّف والتنسيق، على أن يلتقيا قريباً، خصوصاً أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند سيقوم بزيارة رسمية قريبة للسعودية، لم يحدد موعدها بعد. وأوضح المصدر أن باريس تعتبر أن قرار الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تحديد 22 كانون الثاني (يناير) المقبل موعداً للمؤتمر الدولي، عنصر يساهم في السير قدماً للإعداد لهذا المؤتمر، خصوصاً أن روسيا كانت تتمنى موعداً أبكر، فيما كانت أميركا تريد موعداً آخر. وذكر أن رسالة الدعوة التي ستوجّه إلى الأطراف المشاركة ستحدد معايير «جنيف 2»، بالتزام معايير «جنيف 1»، ليكون هدف ومبادئ المؤتمر تحقيق الانتقال السياسي مع نقل السلطات إلى سلطة انتقالية، و«في ضوء هذه المعايير فإن بقاء الرئيس الأسد (في الحكم) غير وارد». وفي طهران، أفادت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) بأن وجهات النظر بين الرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو كانت، خلال لقائهما في طهران أمس، «مشتركة إزاء سورية وتقديم المساعدات الإنسانية ووقف الحرب وعودة اللاجئين واستتباب الأمن وطرد الإرهابيين وتسوية المشاكل في شكل سلمي». ونقلت الوكالة عن روحاني قوله إن «الأزمة السورية لا تحل بالخيار العسكري، بل يجب إيجاد مخرج لها من خلال الحوار الجاد بين المعارضة والحكومة». وأشارت إلى أن اوغلو «أكد التعاون التركي - الإيراني لتسوية المشاكل الإقليمية وضرورة مشاركة إيران في جنيف2». وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أعلن في مؤتمر صحافي مع أوغلو أن «كل جهودنا يجب أن تركّز الآن على طريقة إنهاء هذا النزاع والتوصل إلى وقف لإطلاق النار»، فيما قال الوزير التركي: «علينا ألاّ ننتظر شهرين» للتوصل إلى وقف للمعارك. وأكد الوزيران أن لديهما «وجهات نظر متشابهة عدة» وخصوصاً حول فكرة أن «لا حل عسكرياً» للنزاع في سورية. في غضون ذلك، اعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن ممثلين من العراق والأردن ولبنان وتركيا سيشاركون في التحضير ل «جنيف 2»، وأن المؤتمر سيعقد على مستوى وزراء خارجية 30 دولة. وأضاف أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيرأس وفد بلاده. ونقلت «سانا» عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية تأكيد المشاركة «بوفد رسمي يمثل الدولة السورية... وأن الوفد السوري ذاهب إلى جنيف ليس من أجل تسليم السلطة لأحد». وفي نيويورك، يتجه مجلس الأمن للبحث في «إجراءات إضافية لتسهيل الظروف الإنسانية للاجئين والنازحين السوريين داخل سورية وفي الدول المجاورة، بناء على اقترحات جديدة ستقدمها مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس الى المجلس الثلثاء المقبل. وقال ديبلوماسيون في الأممالمتحدة إن «لبنان طالب بإنشاء مخيمات للاجئين السوريين داخل سورية تحت إشراف دولي»، وأن النظر في هذه الاقتراحات سيتم في ضوء الإحاطة التي ستقدمها آموس. وقال ديبلوماسي غربي إن «علينا أن نكون مستعدين لطرح إجراءات معززة في مجلس الأمن في ما لو تبين أن الإجراءات المعتمدة الآن لإيصال المساعدات الى سورية غير مجدية». وكانت استراليا ولوكسمبورغ اقترحتا مشروع قرار يعطي البيان الذي تبناه المجلس مطلع الشهر الماضي «صفة تنفيذية ملزمة»، لكن «توقيت طرح مشروع القرار على التصويت ييقرر في ضوء إحاطة آموس». وينتظر أن تعلن منظمة حظر الأسلحة الكيماوية خطتها الأولية حول تدمير الترسانة السورية الإثنين على أن «تعلن الخطة المفصلة بجداول زمنية» في 17 الشهر المقبل.