أغلقت الإدارات الرسمية والمدارس ومعظم المحال التجارية في بنغازي أمس، للمطالبة برحيل المجموعات المسلحة عن المدينة، وذلك غداة مواجهات دموية بين الجيش وجماعة «أنصار الشريعة» السلفية الجهادية، أوقعت قتلى وجرحى بالعشرات. ولبى سكان بنغازي دعوة المجلس المحلي إلى العصيان المدني لإدانة العنف، في حين ذكر مسؤول في قطاع النفط أن العاملين في شركات النفط الليبية سينضمون إلى العصيان. وتابعت المستشفيات ومحطات الوقود العمل في شكل طبيعي. وأعلن مجلس بنغازي في بيان تلاه رئيسه محمود بورزيزة ليل أول من أمس، «الحداد ثلاثة أيام على أرواح ضحايا أحداث بنغازي». كما طلب المجلس من ممثلي المنطقة في المؤتمر الوطني العام (البرلمان) «العودة إلى بنغازي فوراً». ونظم اتحاد منظمات المجتمع المدني في المدينة وقفةً احتجاجية إثر أحداث أول من أمس، أكد فيها انضمامه إلى العصيان المدني العام حتى خروج الفصائل المسلحة غير الشرعية من المدينة. وكان رئيس الحكومة الموقتة علي زيدان اجتمع ليل الإثنين، مع عدد من وزرائه ورئيس الأركان العامة وقادة الجيش والأمن في مقر قاعدة بنينا الجوية في بنغازي. وذكر مصدر أمني أن زيدان ناقش خلال زيارته الخاطفة للمدينة، آليات تفعيل قرار إخلاء بنغازي من المظاهر المسلحة ودعم الجيش والشرطة. وذكر الناطق الرسمي باسم المؤتمر الوطني العام عمر حميدان أن رئاسة المؤتمر اجتمعت مع وزير الدفاع عبدالله الثني وتابعت معه التطورات في بنغازي. ونقل حميدان عن الثني ان وزارة الدفاع تواصلت مع «أنصار الشريعة» التي طالبت بتوفير ممر آمن لعناصرها للخروج من المدينة بسلاحهم. لكن الثني أكد أن «قادة الجيش في المدينة تعهدوا إتاحة ممر آمن لأعضاء الجماعة للخروج من بنغازي بالأسلحة الخفيفة فقط، شرط تسليم الأسلحة المتوسطة والثقيلة للسلطات». وذكر «أن أعيان بنغازي ومشايخها يعملون بالتعاون مع رئاسة المؤتمر لتهدئة الأوضاع وتخفيف التوتر وإنهاء الخلاف». وكان الناطق باسم غرفة العمليات الأمنية المشتركة لتأمين مدينة بنغازي المقدم إبراهيم الشرع أعلن أن «طائرات سلاح الجو الليبي ستقصف أي رتل عسكري من غير القوات النظامية يحاول الدخول إلى مدينة بنغازي أو الخروج منها». وهاجم سكان ليل أول من أمس، مقراً ل «أنصار الشريعة» في مدينة أجدابيا (160 كلم غرب بنغازي) وأجبروا عناصره على المغادرة.