تواصل أمس السجال السياسي على خلفية الاستفزاز الذي حصل في محيط الجامعة اليسوعية أول من امس، وتحول إلى استنفار بين طلاب ينتمون إلى حزبي «الكتائب» و«القوات اللبنانية» ومناصريهم وبين طلاب ينتمون إلى «حزب الله» ومناصريهم. وغداة المواقف التي أطلقها رئيس حزب «القوات» سمير جعجع والنائب الكتائبي سامي الجميل والبيان الصادر عن «التيار الوطني الحر»، الذي استنكر التعرض إلى الرئيس بشير الجميل من خلال كتابات عن المتهم باغتياله حبيب الشرتوني، وانتقال أشخاص من خندق الغميق على الدراجات النارية إلى محيط الجامعة، اعتبر عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية حسن فضل الله في مؤتمر صحافي عقده في البرلمان «أن المشاحنات تحصل أينما كان، وعادة نترك المعالجة للطلاب». وإذ تجاهل مسألة الأشخاص الذين جاؤوا على الدراجات النارية، استنكر المواقف التي «تحرض الطلاب بعضهم على بعض وترفض التنوع». وقال: «سمعنا بالأمس خطاباً تجييشياً وتحريضياً ورأينا خوض معارك وهمية في شأن موضوع بسيط حصل». وانتقد «كلام بعضهم» عن «الرعاع»، وقال: «هؤلاء طلاب لبنان وليسوا «رعاعاً» أو «زعراناً» أو أولاد شارع، بل يشكلون نخبة اللبنانيين، وهذا الكلام يكشف عن أي مستوى ثقافة يتحدر منه صاحبه، ثقافة الفاشية التي ترفض الآخر». واعتبر أن «بعضهم يهاجم حزب الله ليرفع سعره»، وقال: «من يظن أن الهجوم علينا يسيء إلينا فهو مخطئ». وقال: «الجامعة أعلنت أنها جامعة لكل اللبنانيين ولا تخص حزباً أو مجموعة معينة». ونوه بتصرف الضباط والجنود في المنطقة، مؤكداً الالتزام ببيان قيادة الجيش وإدارة الجامعة. وكانت قيادة الجيش - مديرية التوجيه اعتبرت في بيان ليل أول من امس، «أن الإشكال الذي حصل على خلفية انتخابات طالبية لم يتخلله أي إخلال بالأمن يستدعي تدخل وحدات الجيش»، فيما أكدت الأمانة العامة للجامعة أن الإدارة «اتخذت التدابير اللازمة، بالتنسيق الدائم مع قوى الأمن الداخلي والجيش، للفصل بين الفريقين»، مشيرة إلى أنه «لم يسجل في حرم الجامعة أي تدافع أو تشابك أو تضارب بين الطلاب». وشددت على أن جامعة القديس يوسف هي «جامعة لكل لبنان ولجميع اللبنانيين، على اختلاف مذاهبهم وانتماءاتهم السياسية». وفي المقابل، اعتبر النائب محمد كبارة في تصريح «أن ما حصل ضمن حرم الجامعة وفي محيطها ليس مجرد خلاف سياسي بين الطلبة، بل تصعيد علني لاعتداءات الحزب الإرهابي على اللبنانيين في معقل الطائفة المسيحية في محاولة لإرهابها وإخضاعها لسيطرته، ويشكل مرحلة جديدة من مخطط الحزب الإرهابي للسيطرة على كل لبنان. ما يدعونا جميعا إلى الوقوف لمواجهة الأخطار التي تهدد لبنان». وعقدت «كتلة القرار الحر» النيابية اجتماعاً في مكتب ميشال فرعون في الأشرفية، حضره نواب دائرة بيروت الأولى وفاعليات المنطقة. واعتبروا ما حصل بأنه «عمل استفزازي مرفوض وعطل المنطقة بكاملها وليس انتهاكاً للجامعة فقط». وعلقت منظمة «الشباب التقدمي» في بيان على «الإشكال المؤسف، وما آلت إليه الأمور من توتر مذهبي بين الطلاب»، فأكدت «أن الانتخابات في أي من الجامعات اللبنانية، ليست بأي شكل من الأشكال ميداناً لصراع طائفي». ورأت «أن المنطق الاستفزازي والتحريضي وردود الفعل الانفعالية غير مقبولة البتة، ولا يجوز احتكار الجامعات من أي فريق طالبي أو سياسي». وفي السياق، أشارت الوكالة «الوطنية للإعلام» إلى أن إشكالاً حصل بين طلاب مناصرين لفريقي 8 و14 آذار في كلية الحقوق في الجامعة اللبنانية في جل الديب، ما استدعى تدخل الجيش ومعالجة إدارية للحادث.