أكدت «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» في المنطقة الشرقية، عدم تلقيهم تعميماً من الرئاسة العامة، يقضي بمنع ما يسمى «الحضن المجاني»، أو التصدي إلى الظاهرة. وكشف مصدر في «هيئة الشرقية»، أن الفروع والمقار في المنطقة ومحافظاتها «لم تتلق ما يفيد بمنع هذه الممارسة». وبدا واضحاً، تأثر طلاب وطالبات المدارس، والجامعات ب «الحضن المجاني»، وذلك بعد استئناف الدراسة أمس الخميس، إذ قامت مسؤولات الأمن في جامعتي «الأميرة نورة»، وجامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض، برصد فتيات، مارسن «الحضن المجاني»، في فناء الجامعة، وتم التحفظ على لوحات كانت في حوزتهن، وتسليمهن إلى إدارتي الجامعتين، «لإجراء اللازم حيالهن». ودعت طالبات في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن إلى تنفيذ حملة «الحضن المجاني» أمس في الجامعة، بعد يوم من نشر شاب سعودي مقطع فيديو عبر «يوتيوب» له يحضن المارة في شارع التحلية بالعاصمة السعودية الرياض. واخترن أمس (الخميس) بروفة للحملة التي تنطلق الأحد المقبل، لكن تلك الفكرة وجدت اعتراضاً من طالبات الجامعة، في حين وافقها عدد من الطالبات. وانتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي «توتير» و«إنستغرام» و«واتسآب» إعلانات تشجع على الحملة، إذ بدأت نقطة تجمع الطالبات أمس من مركز خدمات الطالبات في المبنى المستحدث على طريق مطار الملك خالد بن عبدالعزيز، من خلال حمل لوحات تدعو إلى «الحضن المجاني» بتصاميم وأحجام مختلفة، لكن موظفات الأمن منعهن من تنفيذ «بروفة» حملتهن، بسحب اللوحات التي تشجع على «الحضن المجاني». وتقول الطالبة منيرة عبدالله: «الموضوع تقليد لفكرة شاب نشر مقطع الحضن المجاني في يوتيوب، لكن الطالبات يهدفن إلى لفت الانتباه وكسر الروتين»، بينما ترى الطالبة أميرة سعيد التي تؤيد الحملة أن «الفكرة جميلة». وقال مصدر في «هيئة الشرقية»، في تصريح إلى «الحياة»: «إنه ليس من الواضح، حتى الآن، الهدف من هذه الممارسة»، واصفاً انتشارها ب «الضعيف، ولم يصل إلى مرحلة التفشّي بعد»، مشيراً إلى أنه شاهد «مقطع فيديو»، للشخص الذي قام بابتكار هذه الحركة، لافتاً إلى أنهم «مجرّد شبّان يتعانقون لا أكثر». وعزا المصدر، سبب عدم ورود تعميم بمنع «الحضن المجاني»، إلى «غياب ما هو مناف للأخلاق، بحسب ما أراه»، مضيفاً أنه «في حال ثبوت تخطي حدود الأخلاق والعرف والدين، سيتم العمل بحسب التوجيهات التي ترد، في سبيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»، موضحاً أن «الخوف من التمادي في المستقبل، وخلط ما أسماه «الاستخدام المخالف» في «السليم». وكانت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ضبطت أول من أمس، شابين، في شارع التحلية، في مدينة الرياض، قاما بممارسة «الحضن المجاني»، على مرأى الكثير من الناس، وهما يحملان لافتات، كتب عليها free hug»»، إذ تم التحفظ عليهما، وإجراء اللازم حيالهما، مع استدعاء أولياء أمرهما، ومصادرة اللوحات التعبيرية التي كانت في حوزتهما. يذكر أن ال»free hug»، أو «الحضن المجاني»، عبارة عن تقليعة، انتشرت في مختلف دول العالم. وقام شاب سعودي، في العشرينات من عمره، بممارستها في مدينة الرياض، مستغلاً تحسن الأجواء، بهدف «تغيير الروتين»، ما أثار «ضجة» عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بعد انتشار مقطع فيديو له، استحوذ على نحو مليون مشاهدة، بينهم «مؤيدون»، و»معارضون»، لما أسموه ب «الأفكار الدخيلة على المجتمع». وأعلنت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الرياض أن القبض على شابين حملا لافتة كتب فيها «free hug» (حضن مجاني)، جاء بعد تلقي الهيئة بلاغات عدة وشكاوى من عائلات وأفراد استنكروا فعلتهم. وأوضح المتحدث الرسمي لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مدينة الرياض محمد الشريمي ل«الحياة»: «لصغر سن الشابين تم الاكتفاء بالتعهد عليهما وتسليمهما لوليي أمرهما»، مشيراً إلى أن هذا الفعل يعد مخالفة للذوق والآداب الإسلامية العامة، وسيتم التعامل معه وفق الأنظمة والتعليمات المتعلقة به. ولفت إلى أن هيئة الأمر بالمعروف تلقت بلاغات عدة وشكاوى من عائلات وأفراد استنكروا ما بدر من الشابين. ويعود أصل حملة العناق المجانية إلى أستراليا من شاب كان يعاني من الشعور بالاكتئاب والوحدة نتيجة لعدد من الصعوبات الشخصية التي يواجهها، بدأها في حمل لوحة كتب عليها «free hug» أي «الحضن المجاني» متجولاً بها في شوارع العاصمة سيدني، وبعد 15 دقيقة حصل على أول عناق من امرأة أسترالية مسنة فكانت أول من أيد فكرته.