طهران، واشنطن، باريس - أ ب، رويترز، أ ف ب - حضّت إيران أمس، الدول الست المعنية ببرنامجها النووي والتي ستجري معها محادثات مطلع تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، على ان تتفاوض معها من دون تهديد وبصفتها دولة «نووية»، كما انتقدت التصريحات «العدائية وغير العقلانية» للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي حول سعي طهران الى امتلاك اسلحة ذرية. في الوقت ذاته، اعتبر وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي ان العلاقات مع أوروبا «في حاجة الى هندسة جديدة». وأكد خلال لقائه السفير الدنماركي في طهران كريستن سن «ضرورة التقويم الواقعي للعلاقات بين اوروبا وايران على مدى السنين الأخيرة». ورأى ان «في هذا الإطار، يمكن تعريف أسس جديدة ومنطقية مبنية على المصالح المتبادلة لهذه العلاقات». على صعيد آخر، تعرض رئيس مجلس خبراء القيادة هاشمي رفسنجاني لصفعة جديدة من النظام أمس، بإعلان السلطات الإيرانية ان رجل الدين المتشدد أحمد خاتمي سيؤم صلاة الجمعة غداً، والتي تصادف إحياء «يوم القدس العالمي»، بدلاً من رفسنجاني الذي درجت العادة على توليه المهمة في هذه المناسبة. وشدد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي سيلقي كلمة قبل خطبة صلاة الجمعة، على ان «القضية الفلسطينية هي الأهم بالنسبة الى البشرية». وأفاد موقع الكتروني إصلاحي بأن الرئيس السابق محمد خاتمي والمرشحين الإصلاحيين للانتخابات الرئاسية مير حسين موسوي ومهدي كروبي، سيشاركون في مسيرة في «يوم القدس»، علماً ان «الحرس الثوري» ووزارة الدفاع دعوَا الشعب الإيراني إلى «المشاركة الكثيفة» في مسيرة للمناسبة ذاتها. في غضون ذلك، اعتقلت السلطات عدداً كبيراً من أقارب رجل الدين المنشق حسين علي منتظري الذي كان من اشد المنتقدين لقمع الاحتجاجات بعد الانتخابات الرئاسية. وعلى صعيد الملف النووي، قال علي اكبر جوانفكر المستشار الإعلامي لنجاد، ان «ايران قوة نووية، ولن نقبل بأي تهديدات خلال المفاوضات او حتى بعدها». وأكد ان طهران تريد «مفاوضات تستند الى المنطق والقوانين الدولية»، مشيراً الى ان على الغرب ان يقبل بإيران نووية، وان يتفاوض مع إيران نووية». وأضاف في حديث لوكالة «فرانس برس»: «ما نريده هو ان تحترم (الدول الكبرى) حقوقنا النووية وحقوقاً أخرى، ويمكن ان تكون هذه خطوة اولى نحو تطبيع العلاقات مع الولاياتالمتحدة والغرب». وشدد على ان محادثات تشرين الأول «ستستند الى رزمة اقتراحاتنا التي لا تتضمن البرنامج النووي الإيراني. وكما قال رئيسنا فإن المسألة النووية منتهية». في الوقت ذاته، نقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) عن نجاد قوله رداً على سؤال حول رزمة الاقتراحات التي سلمتها طهران الى الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) ان «الجمهورية الإسلامية مصممة على المضي في مسارها (النووي) بحزم، ولن تذعن لضغوط الغطرسة العالمية (للتخلي عن نشاطاتها النووية)». في واشنطن، أعلن البيت الأبيض ان الرئيس الأميركي باراك اوباما وساركوزي بحثا في اتصال هاتفي «مستوى الجهود الديبلوماسية الرامية الى حمل ايران على التقيّد بالتزاماتها الدولية المتعلقة ببرنامجها النووي». وكان نواب من حزب «التجمع من اجل حركة شعبية» الذي ينتمي اليه ساركوزي، نقلوا عنه قوله خلال لقاء معهم: «انه امر مؤكد لدى كل اجهزتنا الاستخباراتية. ايران تعمل حالياً على برنامج نووي» عسكري. وأضاف: «لن نترك ايران تملك النووي، لأنها ايضاً مشكلة اسرائيل». لكن الناطق باسم الخارجية الإيرانية حسن قشقاوي اعتبر التصريحات المنسوبة الى ساركوزي «عارية عن الصحة وعدائية وغير منطقية». وقال انها «تتعارض تماماً مع شهادات ووثائق خبراء ومفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي بعيدة كل البعد من الإدراك والمعرفة الصحيحة والحقيقية لموضوع البرنامج النووي السلمي الإيراني، وتتعارض في شكل سافر مع توجهات سائر الأعضاء في مجموعة الدول الست والوكالة الذرية، ونُشرت لأغراض سياسية». في بلغراد، اعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان ان «تطوير أسلحة نووية في إيران، يشكل تهديداً شاملاً ويجب ان تتعاطى معه الأسرة الدولية في شكل جدي». وقال بعد لقائه نظيره الصربي فوت جيريمتش ان «اقامة علاقات عمل مع ايران توجه رسالة خاطئة للمسؤولين في طهران، اذ انهم يتجاهلون بكل وقاحة ارادة المجتمع الدولي ومعاييره».