أعلن مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات (كايسيد) إنشاء شبكة للسياسات العالمية للحوار مع «الآخر» تضم خبراء وشخصيات رئيسة حكومية من وزارات التربية والقيادات الدينية والسياسية في جميع أنحاء العالم، لمناقشة القضايا بين أتباع الأديان والثقافات في التعليم الرسمي وغير الرسمي، لبناء التفاهم المتبادل وتقاسم أفضل الأساليب المتنوعة التي تتعلق بالتربية في عالم يزداد فيه التنوع الديني والثقافي. جاء ذلك في ختام أعمال مؤتمر «صورة الآخر» الذي نظمه مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات «كايسيد» بالعاصمة النمسوية فيينا على مدى اليومين الماضيين. وخلص المؤتمر – بحسب وكالة الأنباء السعودية - إلى «عقد اتفاقات للتعاون بين مركز كايسيد وعدد من الشركاء الدوليين منهم الاتحاد الأفريقي والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «آيسيسكو» والمؤسسة العالمية للكشافة ومنظمة «يونيسكو». وتهدف الاتفاقات إلى تعزيز التعاون بين المركز والشركاء في مجال الحوار والتدريب وتبادل الأفكار واحترام التنوع الثقافي والديني وغيرها من المجالات. وتشدد مذكرة التفاهم المبرمة مع الاتحاد الأفريقي على الحوار والتدريب والتعايش السلمي، إذ سيقوم «كايسيد» بتوفير محتوى منتدى الحوار بين أتباع الأديان والثقافات في الاتحاد الأفريقي. فيما دعا مفتي طرابلس وشمال لبنان الشيخ مالك الشعار، المؤسسات التعليمية والأكاديمية للتعاون مع المركز في حمل رسالة تأصيل الفكر الحواري عند الأجيال الصاعدة حتى يتم القضاء على جميع مظاهر التطرف الفكري والإرهاب من حياة الناس. وقال - على هامش مشاركته في مؤتمر «صورة الآخر» -: «عندما ننشئ الأجيال القادمة على الفكر المتسع الحواري الذي يحتمل الآخر ويقر بوجوده على رغم كل الاختلافات الفكرية والعقائدية فهذا بحد ذاته من شأنه أن يحلحل العقد الموجودة بين جميع المجتمعات وأيضاً بين أبناء المجتمع الواحد»، مشيراً إلى أن «الخلاف في الفكر أو المعتقد لا يجوز أن يقطع الأواصر بين البشر أو أن ينشئ هوة وفراغ بين أبناء المجتمع الواحد فضلاً عن إقامة العلاقات بين دولة وأخرى». وأكد مفتي طرابلس وشمال لبنان أن مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات أخذ على عاتقه أداء رسالة تقريب البعيد وتجلية المواقف من الشوائب والشبهات كافة في إطار من الحوار الهادئ والهادف بين مرجعيات الفكر الديني والإنساني. وعدّ المركز أحد أهم مبادرات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لما يحمل من رسالة سامية تتمثل في تبيان سماحة الإسلام والشريعة الإسلامية التي جاء بها الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم -.