يجتمعن كلما سنحت الفرصة ويحاولن نشر أفكارهن في ميادين مختلفة. لا يشكلن مجموعة واحدة ولا يلعبن دور المدافع الوحيد عن المرأة. هن نساء من جنسيات مختلفة يجتمعن في صرح ما تحت عنوان محدد. يجلسن، يتداولن في شؤونهن، وفي ما يمكن فعله من أجل تحسن ظروف العيش ثم يفترقن كل إلى بلدها. مؤتمرات تعقد تحت شعار معين، تهدف إلى البحث في واقع المرأة العربية وسبل تطويره. بعضها ينتهي مثل «صبحية» على فنجان قهوة، وبعضها الآخر يبحث في الخفايا ويحاول سبر أغوار المشكلة والعمل على حلّها. وفي كل الأحوال، تبقى محاولات ذات صدى طيب، لا سيما إذا قدمت شيئاً ملموساً أو وضعت الإصبع على المعضلة بهدف الحد من تأثيراتها. تحت شعار «إعداد المرأة العربية للمستقبل الرقمي: عبور الحواجز الثقافية»، عقدت ورشة عمل في المركز الثقافي البريطاني في بيروت، شاركت فيها اختصاصيات في قطاع التكنولوجيا والمعلومات من العالم العربي وبريطانيا. وتمحورت حول التكنولوجيا الجديدة الناشئة، وسبل الحصول على موارد، وفرص العمل والفجوة الحاصلة في هذا المجال بين الجنسين... وغير ذلك من أمور نسائية عامة. وكما في مختلف الحلقات التي تعنى بشأن المرأة، ما لبث النقاش أن تطرق إلى مشكلات تثقل كاهل المرأة، وتعداها إلى الكلام عن «النسوية» وأهمية العمل على تطوير دور المرأة عالمياً، ولا سيما في البلدان العربية والنامية. ورشة العمل، استمرت يومين، عملت من خلالها المجتمِعات على تقديم نظرة واضحة عمّا تعانيه بلدانهن من تأخّر في هذا المجال. وأجريت هذه الفعالية ضمن برنامج «نساء في العمل» الذي أطلقه المركز الثقافي البريطاني في 2007، للربط بين النساء في المهن التي تشهد تمثيلاً متدنياً للمرأة في منطقة الشرق الأوسط (لبنان، الأردن، فلسطين، سورية، مصر، تونس، المغرب) مع نظيراتهن البريطانيات. ويهدف إلى تشجيع الشابات المحليات على استكشاف الخيارات المهنية المختلفة، وتحدي المفاهيم والصور النمطية لأنواع المهن التي «تناسب المرأة»، وتأهيلهن في المجالات غير التقليدية لمساعدتهن على أخذ مكانهن، على قدم المساواة مع الرجل في سوق العمل، لكي يصبحن قدوات. شاركت في ورشة العمل مؤسسات كبرى تعنى بالتكنولوجيا، منها «مؤسسة المرأة في مجال تكنولوجيا المعلومات»، و«مشروع المنتدى العربي» التابع ل «معهد ماساشوستس للتكنولوجيا»، و«الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات»، وشركة «مايكروسوفت»، وشركة «انكونت» لإدارة البيانات... وعملت على إصدار توصيات، أبرزها توعية المرأة ومساعدتها على حسم خياراتها في سن مبكرة، حسن الترويج وإعطاء صورة إيجابية عن المرأة الناجحة، تبادل الخبرات والمشكلات عبر شبكة تواصل تربط بين المجتمِعات، التدريب وتبادل الخبرات الفردية والجماعية، تبادل برامج العمل والتدريس والتفاعل، العمل على تطعيم المناهج التعليمية بالتكنولوجيا واستخداماتها، استحداث أدوات تكنولوجية تراعي ذوق المرأة شكلاً وأسلوباً. المجتمِعات اعتبرن اجتماعهن خطوة يجب استكمالها، وشددن على أن أهميته تكمن في التواصل على أمل الاجتماع كلما سنحت الفرصة، من أجل تبادل الأفكار وتجارب الحياة العملية والثقافات التي تعتبر ركيزة أساسية في العلاقات.