جددت جماعات يهودية متطرفة امس اقتحامها المسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة بحراسة مشددة، في حين واصلت قوات الاحتلال للأسبوع الثاني على التوالي منع النساء من كل الأعمار من الدخول إليه. وكان الرئيس محمود عباس قال مساء اول من امس إن ما جرى في القدس أخيراً أثبت فشل السياسة الإسرائيلية في تغيير معالم المدينة. واقتحمت مجموعات صغيرة من المستوطنين المسجد امس، وقامت بجولات استفزازية في ارجائه، وسط انتشار كبير للعاملين من دائرة الأوقاف في الأقصى، ووجود ملحوظ للمصلين. واعتصمت النساء قرب بوابات المسجد، رغم أجواء وأحوال الطقس الماطرة والباردة، بعد ملاحقتهن من قوات الاحتلال. يذكر ان قوات الاحتلال بدأت مطلع الأسبوع الماضي بفرض حظر على دخول السيدات إلى المسجد الأقصى في ساعات الصباح وحتى موعد صلاة الظهر من كل يوم، بسبب تصديهن للمستوطنين خلال اقتحامهم الأقصى بالهتافات المنددة. وكانت مواجهات دارت مساء أول من امس في حي الطور في القدسالشرقيةالمحتلة بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين فلسطينيين، ما أسفر عن سقوط جريح واحد على الأقل في صفوف المتظاهرين. وقالت الناطقة باسم الشرطة الإسرائيلية لوبا السمري ان «متظاهرين رموا حجارة ومقذوفات باتجاه قوات الشرطة التي ردت باستخدام وسائل مكافحة الشغب لتفريقهم». وأضافت: «هناك جريح فلسطيني على ما يبدو». وأكدت مصادر فلسطينية ان المواجهات اسفرت عن ثلاثة جرحى، احدهم اصيب في رأسه ونقل الى المستشفى. وقال الرئيس عباس في كلمة أذاعها التلفزيون لمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لإعلان وثيقة الاستقلال، ان اسرائيل سعت الى الإسراع في تغيير معالم المدينة «عبر الاقتحامات المتتالية للحرم القدسي الشريف من جانب غلاة المتطرفين، والمحاولات الرامية الى تقسيم الحرم مكانياً وزمانياً». وتابع: «حذرناهم ونحذرهم بأن من شأن سياستهم جر الأوضاع نحو حرب دينية لا نرغب فيها لأنها ستشعل دماراً وناراً لا تنطفئ في كل مكان». وقال: «لا زلنا نصارع الاحتلال الذي نعلم أنه يمتلك كل عناصر القوة المادية، لكننا نمتلك قوة الحق وإرادة الصمود والثبات على الأرض». وأضاف: «نكسب كل يوم تأييداً متزايداً على المستوى الدولي، في حين تزداد الإدانة ويزداد الرفض لسياسات الحكومة الإسرائيلية التوسعية والاستيطانية». وأشار الى ظروف اعلان وثيقة الاستقلال، وقال: «في مثل هذا اليوم قبل ستة وعشرين عاماً، في ذروة الانتفاضة الأولى... انتفاضة الحجارة التي أبهرت العالم بقدرة الشعب الفلسطيني على الصمود واستنباط الوسائل والأدوات لمقاومة الاحتلال، عقد المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر، البلد العربي الشقيق، بلد المليون ونصف المليون شهيد، وتوج عمله بوثيقة تاريخية قرأها القائد الرمز الشهيد الأخ أبو عمار». وتابع: «هي وثيقة إعلان الاستقلال التي تضمنت ما يمكن اعتباره أساساً لدستور نظام ديموقراطي برلماني يقوم على مبدأ المساواة الكاملة في الحقوق وصون المعتقدات الدينية والسياسية وكرامة الإنسان وحرية الرأي ورعاية الغالبية لحقوق الأقلية واحترام الأقلية قرارات الغالبية».