أكد مبعوث الحكومة البريطانية لدى المعارضة السورية جون ولكس في حديث الى «الحياة» دعم بلاده تحديد موعد مؤتمر «جنيف2» وإعلانه في أقرب وقت ممكن، ورفض لندن مشاركة إيران في المؤتمر لأنها لم تعلن موافقتها على تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة. وقال إن المؤتمر سيكون «عملية تفاوضية» تستمر بضعة أشهر لتشكيل حكومة تدير شؤون البلاد في السنتين المقبلتين، قائلاً إن الخيار هو «إما مؤتمر جنيف أو تقسيم البلاد وقيام دولة علوية وأخرى كردية». وكان ولكس يتحدث الى «الحياة» بعد عودته من زيارة اسطنبول حيث عقد اجتماع الهيئة العامة ل «الائتلاف الوطني السوري» المعارض وقبل قيامه بجولة اخرى في المنطقة. وقال: «إن استمرار الحرب لن يؤدي إلى فوز طرف على آخر، بل الى تدهور متواصل في الوضع الانساني وتدمير البنية التحتية في البلاد وتقسيمها. هذا يحصل الآن. بعض سورية في أيدي النظام وبعضها في أيدي المعارضة. ولا نتوقع تغييرات جوهرية في الوضع العسكري والاستراتيجي. لذلك وصلنا إلى النتيجة عسكرياً، لذلك نريد الآن التركيز على الحفاظ على سورية كما هي، أي الحدود الحالية والحفاظ على الدولة وتجنّب الفوضى وتقسيم البلاد، وتجنّب معاناة الشعب». وزاد: «استمرار حرب الاستنزاف ستكون له تداعيات واضحة على الشعب السوري أولاً وعلى دول المنطقة، إذ إن انتشار المتطرفين و «القاعدة» يُعتبر مشكلة كبيرة للمنطقة والعالم. لذلك لا نرى أي فائدة في استمرار الحرب سنوات اخرى، ولا بد من إطلاق عملية مفاوضات على أساس «جنيف1» لتشكيل حكومة انتقالية من المعارضة والنظام بصلاحيات كاملة واتفاق بين الأطراف. وبالتالي لا نرى أي بديل من الحفاظ على وحدة سورية وأراضيها. الآن البلد منقسم، إذا استمرت الحرب نتوقع انقساماً أكبر للبلاد. مناطق علوية ومناطق كردية». وقال، رداً على سؤال، إن لندن «تشجع» الأممالمتحدة والأميركيين والروس والأطراف السورية على الاتفاق على موعد «جنيف2» وإعلانه في أقرب وقت ممكن لأن الوضع يتدهور في سورية كل يوم والأطراف جاهزة. وقال: «جنيف عملية ليست مؤتمراً أو اجتماعاً فقط. دعونا نبدأ العملية ونتفق على الأمور الاساسية والتفاهمات في المؤتمر». وتابع أن وفدين، أحدهما من النظام والآخر من المعارضة، سيذهبان إلى جنيف، إذ اننا «لا نريد وفوداً عدة»، منوهاً بانضمام «المجلس الوطني الكردي» إلى «الائتلاف»، وقال إن وفد المعارضة سيضم ممثلين من المجموعات المسلحة وإن مفاوضات تجرى مع «هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي» كي تكون ضمن الوفد. لكن المسؤول البريطاني قال إن هناك «غموضاً وشكوكاً» إزاء دور «الاتحاد الديموقراطي الكردي» بزعامة صالح مسلم و «علاقته مع النظام، مقابل علاقته السيئة مع المعارضة والائتلاف وعدم وجود موقف واضح من الثورة السورية». وقال: «هناك مؤشرات إلى أنه سيتعاون مع المعارضة، لكن ليست هناك أي خطوات ايجابية. الآن لدينا قلق إزاء اعلان الادارة الكردية الانتقالية، حيث لم يكن هناك أي تنسيق معنا أو مع الائتلاف». ولاحظ أن إعلان الإدارة جاء بعد اعلان «الائتلاف» تشكيل حكومة موقتة، ما «ترك الانطباع بأنه يحاول تقويض مشروع «الائتلاف»، ونحن لا نقبل هذا». وزاد: «وفق الأدلة الموجودة لدى حكومتي، إذا أراد الاتحاد الديموقراطي المشاركة في مؤتمر جنيف، فالأفضل أن ينضم الى وفد النظام. كذلك الأمر بالنسبة الى (نائب رئيس الوزراء السابق) قدري جميل و (وزير المصالحة) علي حيدر». وأوضح أن هؤلاء على أساس الأدلة الموجودة «هم أقرب الى النظام» ويجب أن يكونوا ضمن وفده. وعن مشاركة ايران، قال ولكس: «نتوقع من إيران إعلاناً واضحاً أنها تقبل مبادئ «جنيف1» وأن الهدف من جنيف2 هو تطبيق «جنيف1»، لافتاً إلى أن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ سأل نظيره الايراني محمد جواد ظريف في نيويورك: «هل انتم جاهزون لقبول تنفيذ «جنيف1؟»، لافتاً إلى أن الجواب «لم يأت إلى الآن. لذلك لا نرى أي فرصة لمشاركة ايران في جنيف2». قال إن المؤتمر سيضم الدول ذاتها التي حضرت مؤتمر جنيف الأول في حزيران (يونيو) العام الماضي «مع بعض التعديلات». وتابع أن لندن ترى ان «مفتاح» الحل في سورية هو تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة. وحض السوريين على «التحلي بالروح الوطنية للحفاظ على سورية على الخريطة (السياسية في المنطقة) والدولة والتصدي للمجرمين والعصابات ورفض التدخل الاجنبي وإرساء الأمن في سورية والمنطقة» وأنه «لا بد من زيادة الضغوط لإيجاد الحل السياسي والإفادة من الأجواء الايجابية بين روسيا وأميركا والمنطقة. هناك تغيير في المعادلات الدولية، بسبب التدخل في البلاد والتداعيات السلبية على الدول المجاورة وانتشار التطرف، كل الدول المعنية لها مصالح مشتركة في ايجاد حل سلمي». وقال رداً على سؤال: «ليست لدينا علاقات أو حوار مباشر مع النظام، بل نجلس مع رجال أعمال لهم علاقات مع كل الاطراف. ونرسل رسائل مفادها أن مستقبل سورية يعتمد على المفاوضات. تقسيم البلاد غير مقبول، واستمرار الحرب يعني تقسيم البلاد. ونريد روحاً وطنية من كل السوريين لإنقاذ البلاد من الوضع المروع. المهم أن نبدأ المفاوضات في جنيف لبلورة الخطوط العريضة للحل: الحفاظ على مؤسسات الدولة، الحفاظ على القدرات الأمنية والعسكرية للتصدي للمتطرفين، وبصيص من الأمل والضوء للشعب السوري ان هناك محاولة مع كل التحديات، لرفع المعاناة، وأن سورية لكل السوريين، والحفاظ على التعددية. المشروع السلفي غير مقبول لكل السوريين. نرى أن فرصة سورية تشكيل حكومة انتقالية تدير البلاد لسنة أو لسنتين».