رأى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أنه «في الوقت الذي تتجه فيه بلاد ما بين النهرين وبلاد الشام نحو المزيد من التقهقر والتراجع والتصحر السياسي والبيئي بفعل دورات العنف المتلاحقة التي تقع فيها وتحصد عشرات الآلاف من القتلى والجرحى وتؤدي إلى تهجير أهلها وإعادتها سنواتٍ إلى الوراء، بعدما كانت تتصدر الفكر والعلم والثقافة والحداثة، ترى الثروات الماليّة تُصرف في مواقع أخرى بعيدة تماماً عمّا من شأنه أن يصب في التنمية البشريّة والتطوير الاجتماعي ورفع الحرمان». وقال جنبلاط في موقفه الأسبوعي لجريدة «الأنباء» الإلكترونية أمس: «لا خلاف على أن من حق هذه الدولة أو تلك أن تعقد الصفقات تلو الصفقات التي تراها تصب في خدمة مصلحتها الوطنيّة أو في إطار تعزيز قدراتها التنافسيّة التجاريّة والاقتصاديّة أو في مجال تقوية إمكاناتها الدفاعيّة»، لافتاً إلى أن «واقع العراق وسورية ومصر والعديد من الدول العربيّة الأخرى يدفع إلى التساؤل عن مصير تلك البلدان مع احتدام الصراع الذي يأخذ طابعاً مذهبيّاً واستفحال العنف والإجرام والقتل والمذابح في الوقت الذي تغيب الحلول السياسيّة وتضعف الإمكانات الماليّة بما يجعلها تقع بين فكي كماشة في مسألتي غياب الاستقرار والأمن وانعدام فرص التنمية والتطوير والتقدم». وأضاف: «تستحق أرض بابل وما بين النهرين، أرض السواد، وبلاد الشام شيئاً من الاهتمام الاستثنائي إلى جانب تكديس الخردة في المستودعات أو ركن الطائرات المكتظة على مهابط المطارات». وفي الشأن اللبناني، قال جنبلاط: «في ظل حال الشح السياسي التي تمر بها البلاد، وفي انتظار المبادرة الخارجيّة التي تحدث عنها الرئيس نبيه بري لإخراجنا من هذه الدوامة المغلقة التي سقط فيها كل المجتمع السياسي بفعل إقفال كل منافذ الحوار، نسأل هل صحيح أن بلديّة بيروت تراجعت عن هدم درج مسعد في الأشرفية؟». وزاد: «إذا كان صحيحاً، فهي بُشرى لتراث بيروت الذي انقرض وينقرض تدريجيّاً أمام هجمة الطالبانيّة المعماريّة التي تكاد تقطع نور الشمس ونسمة الهواء عن أحياء وشوارع بيروت». وسأل: «ماذا عن مشروع الحكمة - الترك، المعروف بجسر فؤاد بطرس الذي سيؤدي إلى هدم مجموعة من أبنية الأشرفيّة القديمة، وهو مشروع مرفوض بكل المقاييس والمعايير». وأمل بأن «يصرف النظر عن المخطط القاضي بتحويل حديقة اليسوعيّة إلى مرآب للسيّارات، وهو ما لاقى اعتراضاً مشروعاً من الأهالي والسكان، وأن تستعيد حديقة الصنائع معالمها الجميلة كما كانت قبل المباشرة بمشروع ترميمها لا سيّما أنها تمثل آخر معالم التراث العثماني إلى جانب المعالم العربية والإسلامية فضلاً عن التراث الفينيقي والبيزنطي القديم في العاصمة وهي المعالم التي دُمرت أو طُمرت أو نُهبت بصورة تدريجيّة ومع تدميرها تحوّلت بيروت إلى غابة إسمنتيّة غير منظمة تتآكل فيها كل مكونات الذاكرة والتراث القديم».