كيف تكون حال العلوم والتقنيّة في عام 2100، عندما يُختتم القرن الحادي والعشرون، مع ملاحظة الدور الهائل الذي نهضت به العلوم والتقنيّات في تغيير العالم والحياة على الأرض كلها؟ يبدو السؤال صعباً تماماً. ربما تصبح الإجابة أسهل أو أشد تعقيداً، إذا قارنا ما كانته حال العلم والتكنولوجيا قبل قرن، ثم أجرينا نوعاً من التوقّع الإسقاطي على السنوات المئة المقبلة، التي تصرّم منها قرابة عقد ونصف. مثال؟ في منتصف القرن 21، يتعرّف العلماء إلى أسرار الجينوم البشري Human Genome! ربما بدا الأمر غريباً للوهلة الأولى، إذ أعلن عن تفكيك شيفرة الجينوم في عام 2001، مع القول إنه يتألّف من 6 بليون قاعدة جينية (هي الحروف الأبجدية للكتابة الوراثيّة) تساهم 2 في المئة منها في «كتابة» الأوامر في جيناتنا التي يقدّر مجموعها بقرابة 21 ألف جين. حسناً، ماذا عن ال98 في المئة من الأحرف المتبقية كأنها خرساء؟ قبل عشر سنوات، انطلق مشروع اسمه «إنكود» EnCode، بهدف التعرّف إلى عمل ال98 في المئة من التركيب الجيني، وهو القسم الذي نعرف أنه لا «يكتب» شيئاً على الشيفرة الجينية، لكن العلماء يريدون معرفة ماذا يضمر هذا الصامت الكبير. وتندرج عشرات مختبرات الجينات في مشروع «إنكود» الذي شمل لحد الآن 147 نوعاً من الخلايا. في ما يأتي بعض من التوقّعات عن حال الكرة الأرضيّة في العام 2100. [email protected]