غادر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الأحد، بريزبين شرق استراليا بعد قمة لمجموعة العشرين سادها التوتر بسبب الازمة الازمة الاوكرانية وتعرضت خلالها روسيا لانتقادات حادة. وقال بوتين إنه غادر قبل إصدار البيان الرسمي بسبب طول الرحلة إلى روسيا وحاجته لبعض النوم. وساد قمة العشرين توتر كبير بين الدول الغربية وروسيا التي انتقدتها استراليا وبريطانيا وكندا بحدة بسبب دورها في الازمة الاوكرانية. وفي اجواء اشبه بالحرب الباردة، اتهم قادة الدول الانغلوساكسونية موسكو بأنها تشكل "تهديدا للعالم" وترغب في "إعادة الأمجاد الضائعة لروسيا القيصرية والاتحاد السوفيتي". تحذيرات غربية لروسيا وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن روسيا ستبقى معزولة داخل المجتمع الدولي إذا ما واصل بوتين انتهاك القانون الدولي والاتفاقيات التي تهدف إلى إنهاء الصراع في أوكرانيا. وقال أوباما بعد القمة: "في هذه المرحلة تحقق العقوبات التي فرضناها نتائج جيدة. نحتفظ بالقدرة وتبحث فرقنا باستمرار آليات ممارسة المزيد من الضغوط إذا ما دعت الضرورة." من جهته صرّح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وجهت "رسالة واضحة جداً" إلى روسيا بشأن الازمة الاوكرانية. وأضاف في مؤتمر صحافي في ختام القمة "اعتقد ان الأمر الجيد في هذه القمة هو اننا وجهنا رسالة واضحة جدا نقلتها دول الاتحاد الأوروبي واميركا الى روسيا حول الطريقة التي سنعالج فيها ذلك (الأزمة الأوكرانية) في الاشهر والسنوات المقبلة". وقال: "كانت هناك وحدة جيدة بين دول اوروبا والولايات المتحدة (...) سنواصل الضغط واذا واصلت روسيا زعزعة استقرار اوكرانيا فستفرض اجراءات (عقوبات)". وكان رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر قال لبوتين أمس السبت "أظن أنني سأصافحك ولكن لديّ شيء واحد أقوله لك ..عليك أن تخرج من أوكرانيا." الرد الروسي ولكن بوتين أشاد اليوم ب"الأجواء البنّاءة" التي سادت قمة العشرين وقال خلال مؤتمر صحافي نقله التلفزيون الروسي مباشرة على الهواء: "بالفعل، بعض وجهات نظرنا لا تتلاقى ولكن الحوارات كانت كاملة وبناءة ومفيدة للغاية". وأوضح الرئيس الروسي ان المناقشات الثنائية تناولت خصوصا الازمة في اوكرانيا والعقوبات التي فرضها الغربيون على موسكو. وقال "انني مرتاح للنتائج (القمة) وللاجواء التي سادت" الاجتماع. وقال بوتين إنه توجد"فرصة طيبة للحل" في الصراع الأوكراني رافضاً إدانة الغرب لدور روسيا في جنوب شرق أوكرانيا. وقال بوتين في لقاء مع مجموعة منتقاة من الصحافيين على هامش قمة العشرين: "في رأيي أن الوضع (في أوكرانيا) اليوم لديه فرص طيبة للحل مهما كانت غرابة ما يبدو عليه ذلك لكن كيانات معينة أنشئت على كلا الجانبين يمكن ان تعالج المهام التي تواجهها بشكل أفضل." وأضاف أن قرار أوكرانيا قطع التمويل عن شرقها الانفصالي الموالي لموسكو هو "خطأ كبير" لأنها تقطع بذلك فعليا هذا الشطر عن سائر انحاء البلاد. وأضاف "سنتباحث في هذا الامر مع بترو اليكسيفيتش (بوروشنكو)". واوضح الرئيس الروسي ان الازمة الاوكرانية لم تناقش خلال قمة العشرين إلاّ في اللقاءات الثنائية وليس خلال الاجتماعات المشتركة. وقال ان "المناقشات كانت صريحة جدا ومفيدة برأي. اعتقد اننا نجحنا في التفاهم بشكل افضل مع زملائنا وفي فهم دوافع روسيا. ابلغونا بقلقهم واعتقد ان هذا الامر سيساعدنا". واضاف ان "هناك بشكل عام آفاق لتسوية الوضع (في اوكرانيا) لكن كل البنى التي انشئت من قبل الجانبين يمكنها حل التحديات التي تواجهها عندما تأخذ في الاعتبار مصالح الاشخاص الذين يعيشون على الارض الاوكرانية وفي جنوب شرق البلاد". وكانت السلطات الاوكرانية امرت بإغلاق كل الخدمات العامة في المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا في شرق اوكرانيا، في قرار يكرس فعليا تقسيم البلاد.