في مباراة نيس بالدوري الفرنسي تقمص المهاجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش دور البطل وقدم نفسه «مخلصاً» للباريسيين - كعادته - بدك شباك الضيوف ب«هاتريك» لا يقل سحره عن ال«سوبر هاتريك» الذي أودعه قبل ذلك في شباك أندرلخت البلجيكي بدوري أبطال أوروبا. وبعد صيام غير مألوف في أول الموسم استعاد المهاجم السويدي العملاق حاسة التهديف وبدأ يشق طريقه بقوة نحو الشباك. لا يهم من يقف أمامها ولا من يواجه، فبعد ثلاثة أهداف في الجولات الرابعة والسادسة والتاسعة من الدوري الفرنسي «الليغ 1» ثم هدفين في الجولة ال10، عزز غلته بتوقيع هاتريك في مرمى نيس بالمرحلة ال11 رافعاً رصيده إلى ثمانية أهداف «بالليغ1» و12 هدفاً في المنافسات كافة التي يشارك فيها باريس سان جيرمان متقدماً بخطوات ثابتة نحو تكرار إنجاز الموسم الماضي حين أحرز 30 هدفاً في 34 مباراة خاضها. وأجمل ما في الأمر أن «الشهية تأتي مع الأكل» وفعالية العملاق السويدي تأتي دوماً في المناسبات المهمة كما هو الشأن في مباراة أندرلخت البلجيكي في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي ب«الشامبيونزليغ» حين وقع سوبر هاتريك في أكبر إنجاز للاعب يحمل ألوان ناد فرنسي ولتتوجه ملكاً على «حديقة الأمراء». ويعزو لوران بلان مدرب سان جيرمان سر التألق المستمر لمهاجمه العملاق (1.95م) إلى «تمتعه بلياقة بدنية عالية تسمح له بإحراز أهداف كثيرة» قبل أن يستطرد: «أهدافه الأربعة في مرمى أندرلخت كانت استثنائية، ومن الصعب الاختيار أيها أفضل، لكنني معجب جداً بطريقة أدائه، إنه يبذل جهوداً مضنية في طريقة الانتشار فوق أرضية الميدان في شكل يروقني جداً. بصراحة زلاتان قاطرة هذا الفريق إذ يقودنا إلى الأعلى». ولا يختلف عنه الفرنسي فابريك نسكالا مدافع أندرلخت البلجيكي حين امتدحه قائلاً: «زلاتان لاعب كبير ويثبت ذلك مباراة بعد أخرى، إنه أحد أفضل اللاعبين في العالم، وسيبقى معلماً للكرة الأوروبية، بل الكرة العالمية على حد سواء». ولا غرابة بعد هذا أن يعلن ناصر الخليفي رئيس نادي سان جيرمان تمسكه باللاعب السويدي حتى نهاية عقده، وربما حتى نهاية مشواره الكروي على حد قوله. ويوضح الخليفي: «قال إبراهميوفيتش إنه يريد الاعتزال في هذا النادي وأنه سيكون آخر أنديته» الأمر الذي لا يوافقه عليه اللاعب نفسه مؤكداً أنه «لا يعلم ماذا سيحدث في شهر حزيران يونيو المقبل» مثلما أكده لصحيفة لاغازيات ديللوسبورت الإيطالية. وبحسب الخليفي فإن إبراهيموفيتش «يستحق أن يكون أفضل لاعب في العالم لهذا العام بفضل الأمور التي يفعلها». وهي الأمنية التي قد لا تروق الكثيرين باعتراف الباريسيين أنفسهم لاعتبارات عدة. وهنا زميله بالفريق ماتويدي يقر بأنه «لا يمكن أن نتجاهل عمل كافاني الذي يسهم في خلق مساحات كبيرة في دفاعات المنافسين. لكن في ظل وجود لاعب رائع مثل إبرا يمكننا الذهاب بعيداً جداً هذا الموسم. هل هي نقاط في صالحه للتتويج بالكرة الذهبية؟ نعم لكن هناك أيضاً فرانك ريبيري. إنهما لاعبان كبيران. فرانك حصد العديد من الألقاب الموسم الماضي، وهو الفارق بينهما. فرانك أدى موسماً كبيراً جداً. حتى ولو أن أبرا فعل الشيء نفسه إلا أن فرانك ذهب بعيداً في الشامبيونزليغ، وهو الفارق بينهما». بيد أن فشله في الصعود إلى منصة التتويج بالكرة الذهبية لأفضل لاعبي المعمورة لا يقلل، بنظر العارفين، من قيمته بصفته لاعباً يحاول الحفاظ على مهارته في ال32 من العمر ليقترب شيئاً فشئياً من وضع نهاية لأسطر جميلة مع الكرة مع النادي الباريسي – مثلما يأمل ذلك الخليفي - لكن بعد تحقيق إنجازات ليس أقلها.. اختياره هذا العام للمرة الثامنة أفضل لاعب بالسويد (وقد فعل) والتتويج ربما بجائزة بوشكيتش لأفضل هدف في 2013.. وأن تتصدر صورته طابعاً بريدياً سويدياً مستهل العام 2014! بعد صيام غير مألوف أول الموسم استعاد العملاق حاسة التهديف. (أ ف ب)