للمرّة الأولى في بريطانيا، ستدخل كليّة الطب في جامعة «ليستر» مادة الاستشارات الطبيّة عبر الإنترنت في صلب مقرّرها الدراسي لطلبة الطب في السنة الأولى. وبدءاً من هذا العام الدراسي، يُدرّب قسم التعليم الطبيّ للجامعة طلبة السنة الأولى على كيفية إجراء استشارات عبر الإنترنت باستخدام برنامج «بيشنتس نو بست» Patients Know Best، وهو أول نظام في العالم للسِجلاّت الطبيّة المرتبطة بالإنترنت، ويديرها المريض بالكامل. وسيُدرَّب 176 من طلبة الطب في جامعة «ليستر» على سيناريوات متنوّعة عن الاستشارات عبر الإنترنت. وصُنفت جامعة «ليستر» أخيراً كإحدى أفضل عشر مؤسسات لدراسة الطب في المملكة المتحدة. في هذا الصدد، أوضح رون هسو، وهو أستاذ رفيع في كلية الطب في «ليستر»، أن تقنيّات ك «بشينتس نو بست» تمكّن من إجراء استشارات مع المرضى عبر الإنترنت، وسيتزايد دورها تدريجيّاً في الحياة المهنيّة للأطباء. «يحتاج الأطباء العامون والإختصاصيّون لمعرفة طُرُق التواصل مع المرضى والتفاعل معهم عبر التقنيّات الرقميّة. ونأمل بوضع الاستشارات المتّصلة بالإنترنت بصورة مبكرّة في التعليم الجامعي، إذ يساهم ذلك في إعداد طلبتنا للمستقبل، كما يرفع جودة العناية المُقدّمة للمرضى»، يقول هسو. ولاحقاً، تجري الجامعة تقويماً دقيقاً لهذا المشروع الذي يفترض أن ينمّي نطاقاً واسعاً من مهارات الاستشارات عبر الإنترنت. ومثلاً، سيُدرّب الطلبة على كيفية جَمع المعلومات من المرضى عبر الإنترنت، والتعامل مع الحالات الطبيّة المعقّدة، وأسلوب الردّ على الأسئلة وكيفية المتابعة وغيرها. وكذلك ستراقب الجامعة بدقة اللغة التي يستخدمها الأطباء المتدربون خلال اتصالاتهم عبر الإنترنت، لتضمن مراعاتها أصول اللياقة. ويعلّق البحريني الدكتور محمد العبيدلي، وهو مؤسس «بيشنتس نو بست» على خطوة جامعة «ليستر» بالإشارة إلى أن الحاجز الأكبر أمام استفادة الأطباء من الاستشارات عبر الإنترنت، يتمثّل في أنهم غير مُدرّبين جيّداً عليها. ويقول: «يشكّل نظام جامعة «ليستر» خطوة رائدة على المستوى الدولي. وسنؤسس بشكل مشترك منهجاً دراسيّاً، بل سنجعله متاحاً لكليّات الطب عالميّاً عبر نظام حقوق الملكيّة المفتوحة».