يصدم الزائر لبوابة نفود حائل الأولى بخلوها من أي مستشفى أو مركز للهلال الأحمر أو للدفاع المدني، على رغم مطالبات سكانها طوال العقود الثلاثة الماضية، بيد أن تلك «المطالبات» لم تجد آذاناً صاغية لتصل إلى مرحلة الإقرار والتنفيذ. إذ لم يشفع وجود مجموعة كبيرة من الزوار على رمال نفود القرية أسبوعياً في إيصال الخدمات اللازمة إليها، وعبّر عدد من المواطنين من أهالي قرية عقدة التي تبعد عن مدينة حائل (45 كيلومتراً) وتمتاز بالمناظر الجميلة، عن حاجتهم الماسة إلى عدد كبير من الخدمات الضرورية. ويقول أحد كبار السن في القرية عيد المسعودي إن القرية تفتقد الكثير من الخدمات الضرورية، وفي مقدمها مركز للدفاع المدني، وترقية المركز الصحي الذي يوجد فيه طبيب واحد فقط، إذ يغلق المركز أبوابه الساعة ال7,00 مساء، مشيراً إلى وجود قرى مجاورة تنعم بهذه الخدمة الملحة. بينما يستدل أحد سكان القرية نواف سكر على خلو القرية من الخدمات بافتقارها لمركز الهلال الأحمر على رغم أن القرية تعتبر بوابة النفود، وهي بمثابة متنزه لأهالي حائل وزوارها خصوصاً عطلة نهاية الأسبوع ووقت هطول الأمطار. وأضاف: «الأهالي وقت إقامة الرالي ينعمون بالخدمات اللازمة كافة، لكن للأسف مدة 10 أيام فقط، فترة إقامة الرالي، وبانتهاء الرالي ترحل الخدمات، وكأنه ليس لنا حق فيها، وأن هذه الخدمات للزوار فقط»، مشيراً إلى أن أهالي «قنا» تعبوا من كثرة المطالبات وإرسال البرقيات للمسؤولين لكن من دون جدوى، وزاد: «أستغرب تجاهل الجهات ذات العلاقة تلبية تلك المطالب على رغم أن غيرنا من القرى الأخرى تنعم بخدمات أكبر». وقال أحد سكان قنا نواف المبارك ل«الحياة»: «إنه منذ أعوام طويلة ونحن نتقدم بمطالب سنوية لمديرية الدفاع المدني بحائل، وقبلها برقيات عدة للمدير العام للدفاع المدني بالمملكة في شأن استحداث فرع للدفاع المدني، خصوصاً وأن حوادث الحرائق بحاجة إلى مباشرة سريعة، لكن من دون فائدة»، وأضاف: «نثمن جهود أمانة حائل لكننا نتطلع لمزيد من الخدمات البلدية التي تسهم في تطوير وانتعاش القرية من النواحي كافة». ولم يخفِ عبيد سحيمان الشمري دهشته واستغرابه من حرمان «قنا» من ترقية المركز الصحي إلى مستشفى، مرجعاً السبب إلى أن القرية تخدم قرى عدة ويعاني مركزها الصحي من ضغط «هائل» للمراجعين، وقال: «هناك ازدحام مستمر للمركز الصحي لدينا، وبخاصة أنه لا يوجد فيه سوى طبيب واحد، فما السبب من حرمان قنا حتى الآن»؟ ويرى عسل عيفان الشمري أن الحاجة ماسة إلى ترقية المركز الصحي وفتح قسم للطوارئ فيه»، لأن الكثير من الأسر تعاني في حال مرض أي من أبنائها في الفترة المسائية وحاجتهم إلى العلاج، ما يضطر أهاليهم إلى السفر لحائل للعلاج. من جهته، أكد رئيس مركز قنا مذود العبيكة ل«الحياة» أن بلدة قنا تقع في موقع مميز ومتوسط بين عدد من القرى والهجر وتعتبر بمثابة بوابة النفود من جهة حائل وأقرب نقطة لها، كما أنها تقع على طرق دولية وهي المتنفس الرئيس لأهالي وزوار المنطقة، إضافة إلى أنها واجهة لفعاليات رالي حائل الدولي مثل فعاليات رياضة التطعيس، وقال: «قنا يُجلب منها الرمل للبناء، وأستغرب أن المديرية العامة للدفاع المدني لم تستجب لمطالبنا الحثيثة باستحداث مركز للدفاع المدني بقنا». من جانبه، قال المتحدث الإعلامي باسم هيئة الهلال الأحمر في منطقة حائل محمد الطيار إن الهيئة تعمل على توفير الكثير من المراكز الإسعافية في المنطقة وفق استراتيجية معدة مسبقاً مبنية على مراعاة الأولوية في حاجة المنطقة عموماً، لافتاً إلى أن قنا تدخل ضمن المواقع ذات الحاجة، والتي اعتمدتها الخطة وتسعى الهيئة إلى تنفيذها، وأن طريق حائل - جبة يدخل تحت نطاق مركزي المتنزه وجبة، إضافة إلى تغطيته بخدمة الإسعاف الجوي.