ما إن بدأت الحملات التصحيحية على العمالة المخالفة في المملكة إلا وبدأت حملات الهجوم والتحريض تنهال علينا من كل مكان في اتهامات صريحة وخطرة، تشير إلى أن الشعب السعودي متوحش في تعامله مع العمالة بالضرب والاعتداء والتعذيب، وقامت بعض القنوات الأجنبية بعرض مقاطع أجزم بأنها مفبركة لمصلحة الجالية الإثيوبية التي قامت بالشغب والاعتداء على المواطنين في «منفوحة»، ومناطق أخرى في المملكة، وتعامل الأمن معها بكل جدية، وقيام بعض المواطنين بمؤازرتهم، البعض يرى أن تدخل بعض المواطنين والمقيمين خطأ لا يجوز لهم، متناسين أن الدفاع عن النفس حق مشروع لا خلل فيه. ماذا يريد هؤلاء من مواطن أو مقيم يعتدى عليه بالضرب أو تكسر سيارته أو الهجوم على من فيها أو محاولة الهجوم على منزله وأسرته، هل يعطيهم ظهره وينتظر إلى حين تأتي الشرطة بعد أن قتل من قتل وجرح من جرح أم يقاومهم ليحفظ نفسه وأهله وماله؟ ثم ليخبرني هؤلاء في أية دولة من العالم يجوز لمقيم مخالف وبعضهم بلا إقامة وبلا شرعية لوجوده بأن يعتدي على المواطنين؟ ألا يكفي ما جلبته لنا هذه العمالة من شرور كثيرة لم يكن لها من الوجود ما يذكر من قتل ونهب واغتصاب وتجارة مخدرات ومحاربة مواطنين في الشركات والمؤسسات، حتى إنك تجد في بعض الشركات كل العاملين من الجنسية نفسها، وأصبح هؤلاء يتحكمون في منشآت البلاد من مصانع وغيرها، وكأنها من أملاكهم الخاصة، وبدا المواطن غريباً في بلده، هذا عدا تغييرهم لهوية الوطن، والسيطرة على بعض الحارات، إذ يخيّل إليك عند دخولها كأنك في شرق آسيا أو أدغال أفريقيا، وعليك أن تتحسس رقبتك وتحذر، فأنت مواطن وأنت عدوهم الأول، ولا تعرف من أين ستأتيك الضربة؟ منذ أن فتحنا أعيينا خصوصاً في منطقة الحجاز وكثير من الجاليات تعيش معنا وبعضها موجود قبل تأسيس الدولة السعودية، وهؤلاء مواطنون من الدرجة الأولى، لم نر منهم إلا كل خير، خدموا البلد وأنعشوها تجارياً واقتصادياً، أما هؤلاء فهم دخلاء، جاؤوا من طريق التسلل أو من الطابور الخامس من المواطنين، الذين يبيعون ويشترون في التأشيرات، ويستقدمون العمالة ثم يدعونها تسرح وتمرح في البلد، من دون ردع قانون أو تأديب لفوضويتهم، لا يهمهم الوطن وأمنه بقدر ما يهمهم أن تنتفخ الجيوب بما يستقطعونه منهم في مقابل الكفالة. أصبح لهؤلاء الوافدين عقارات، لا يملكها السعوديون بل ويتجرأون بها على المواطن بكسر ظهره بالإيجار المبالغ فيه، وهذه العقارات مكتوبة على الورق بأسماء سعودية، حتى لا يتمكن المواطن من رفع صوته أو تظلمه، نقول لمن يتشدق بمقولة «هؤلاء أحفاد النجاشي فأكرموهم»، دعنا من أمميتك فأنت ممن يروجون لمبدأ الخلافة، وهذه الخلافة التي تحلمون بها لن تكون إلا في فكركم، وليس لها مكان في وطننا الذي لم يؤلمكم ما آل إليه حاله من جراء العمالة السائبة التي تضر الوطن ولا تفيده، بل تصيبه في مقتل بتغيير بنيته الاجتماعية والاقتصادية ثم أن كل دول العالم تحارب الهجرة غير الشرعية، وتتعامل معها بالحديد والنار، ولم نسمع من يلومهم أو يهاجمهم، فلماذا تقوم القائمة على المملكة من دون دول العالم؟ كل المواطنين يساندون هذه الحملة، ويقفون جنباً إلى جنب مع الدولة، بل ويتمنون وأنا واحدة منهم أن تستمر مع سائر الجنسيات، وألا تتراخى الجهات الرسمية في ترحيلهم، فقد تمادوا على الوطن. [email protected] zainabghasib@