كشف المدير العام للتقويم والمنسق الوطني للدراسات الدولية في وزارة التربية والتعليم محمد السبيعي عن أن لائحة التقويم المعدلة من اللجنة العليا لسياسة التعليم والتي وافق عليها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ألغت نظام التجاوز في المواد العلمية بالمرحلتين المتوسطة والثانوية لرفع مستوى أداء الطالب، وتحقيق المستوى المنشود من الإتقان، والتمكن من المهارات. وأوضح السبيعي ل«الحياة» أمس، أن «اللائحة المعدلة تتجه نحو الأخذ بالاتجاهات الحديثة في مجال التقويم، وتضمنت معايير التقويم أداء الطالب، وكيفية تقويمه في المراحل الدراسية»، لافتاً إلى أن اللائحة أكدت على العناية بالأهداف البنائية للتقويم من أجل التعلم، وما يقدمه من تغذية راجعة بناءة لكل من الطالب والمعلم يمكن توظيفها لتحسين أداء كل منهما. وأفاد بأن اللائحة اهتمت بالتكامل بين التعلم والتدريس والتقويم، لتسهم عمليات التقويم في تيسير تعلم الطالب ومعززة له، فإلى نص الحوار: ما الهدف الرئيس من لائحة التقويم المعدلة التي صدرت أخيراً؟ - تهدف إلى تطوير السياسات والأطر المنظمة لعملية التقويم، ومن ثم الممارسات لتطبيق التقويم لتحقيق أهداف سياسة التعليم في المملكة. ما أبرز المعايير التي تضمنتها اللائحة؟ - تضمنت اللائحة معايير التقويم في المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية المتعلقة بأداء الطالب وحاجاته والقرارات المترتبة عليها، بحيث تقدم إجابات شاملة عن أداء الطالب. كيف يكون التقويم بالنسبة لطلاب المرحلة الابتدائية والمرحلتين المتوسطة والثانوية؟ - المادة الخامسة الفقرة (4) تهتم بالتوازن في توظيف نتائج التقويم البنائي والتقويم الختامي، لدور التقويم البنائي في تأكيد المشاركة الإيجابية للمتعلم ومشاركته في تحمل مسؤولية تطوير أدائه وتحقيق المستوى المطلوب من الإتقان، فالطالب هدف عملية التقويم وأساسها، كما اهتمت بدور التقويم الختامي في إصدار الحكم على نتائج تعلم الطالب في ضوء البناء على مجموعة من الشواهد التي تتسم بالصدق والموثوقية، بما يتسق مع المراحل العمرية للطلاب وطبيعة المواد الدراسية. لماذا ألغت اللائحة نظام التجاوز في المواد العلمية بالمرحلتين المتوسطة والثانوية؟ - ألغت اللائحة نظام التجاوز في المواد العلمية بالمرحلتين المتوسطة والثانوية لرفع مستوى أداء الطالب، وتحقيق المستوى المنشود من الإتقان، والتمكن من المهارات. تضمنت اللائحة نسبة 20 في المئة من درجة الاختبار لنجاح الطالب. هل ستتغير تلك النسبة خلال الأعوام المقبلة؟ - اتخذت النسبة في ضوء ظروف التطبيق في الميدان التربوي، ونصت المذكرة التفسيرية أنه يحق للوزارة تعديلها خلال الأعوام المقبلة وفق ما يستجد من ظروف. لماذا لم تتطرق اللائحة للوقت الزمني للاختبارات التحريرية في نهاية كل فصل؟ - اللائحة تمثل وثيقة تنظيمية، وهناك المذكرة التفسيرية والقواعد التنفيذية التي تفسر جميع ما يتعلق بتطبيق الأسس التي تتضمنها اللائحة. بماذا تختلف اللائحة المعدلة عن سابقتها؟ - اللائحة المعدلة تتجه نحو الأخذ بالاتجاهات الحديثة في مجال التقويم، وتضمنت معايير التقويم أداء الطالب، وأوضحت كيفية تقويم الطالب في المراحل الدراسية. وأكدت اللائحة العناية بالأهداف البنائية للتقويم من خلال العناية بالتقويم من أجل التعلم وما يقدمه من تغذية راجعة بناءة لكل من الطالب والمعلم يمكن توظيفها لتحسين أداء كل منهما، وأهمية وعي الطالب بالفارق بين مستواه الدراسي الفعلي والمستوى المستهدف، ودور الطالب في تقليص الفارق للوصول للهدف النهائي وتحمل المسؤولية لتجاوز الفجوة وتطوير أعماله. واهتمت اللائحة المعدلة بالتكامل بين التعلم والتدريس والتقويم، وكون التقويم جزءاً من المنهج متحداً معه، لتسهم عمليات التقويم في تيسير تعلم الطالب ومعززة له. وركزت على أهمية توافر فرص متكافئة لجميع الطلاب في أساليب التقويم، وأدواته، وظروف تطبيقه، والقرارات المترتبة على نتائجه. واهتمت اللائحة المعدلة بتوظيف أدوات متنوعة في عمليات التقويم بما يتسق مع طبيعة المرحلة العمرية للطالب وطبيعة المادة الدراسية مثل الملاحظة المنظمة للمعلم، والمشاركة، والأداء العملي، والاختبارات القصيرة بأنواعها، والمشاريع التعليمية، والواجبات المنزلية المتعلقة وتوظيفها كشواهد على أداء الطالب. وشددت على ضرورة تدعيم العلاقة بين الأسرة والمدرسة كشريك فاعل في التعرف على مستوى الطالب الدراسي وتوافقه المدرسي، وبناء علاقات إيجابية بما يمكن من تنمية شخصية الطالب وبلوغه الأهداف المرغوبة في المجتمع. هل نستطيع القول إن نظام التقويم المعمول به خلال الأعوام الماضية لم يحقق أهدافه؟ ولماذا؟ - لا نستطيع أن نقول إن نظام التقويم المعمول به خلال الأعوام الماضية لم يحقق أهدافه، بل اللائحة المعدلة تتجه نحو الأخذ بالاتجاهات الحديثة في مجال التقويم، ويوجد أسباب عدة دفعت الوزارة لتطوير اللائحة منها: أن التحول في الأهداف التربوية أدى لإعداد مواطنين يملكون كفاءات متنوعة ومهارات إبداعية ذات دور نشط في تفاعلهم مع بيئتهم لإحداث تغييرات جوهرية في استراتيجيات التدريس والتعلم والتقويم. تركز حركات الإصلاح التربوي على تطوير الأهداف التربوية التي تتضمن كفاءات أكاديمية وغير أكاديمية لمخرجات التعلم مدى الحياة التي تربط التعلم في المدرسة بشتى جوانب الحياة، وتتضمن مهارات التفكير الناقد، واتخاذ القرارات وحل المشكلات ومهارات تعلم كيفية التعلم، ومهارات العمل التعاوني ومهارات إدارة الذات والمساهمة الفعالة للطالب في قضايا مجتمعه، ولا يخفى على الجميع أهمية الأهداف في تنمية شخصية الطالب المتوازنة ليتمكن من مواكبة متطلبات عصره ومواجهة تحدياته وتحقيق أهداف مجتمعه. من أسباب تطوير عملية التقويم أن تكون مستمرة لا تتوقف، إذ يتم تطبيق البرامج ثم دراستها ومعرفة مدى تحقيقها للأهداف والاستفادة من عمليات التقويم والتغذية الراجعة في إعادة البناء والتطوير، فنظام التقويم يمثل جزءاً من منظومة متكاملة تشمل تطوير المناهج والكتب الدراسية والبيئة المدرسية وأداء المعلم، والوزارة تقوم بتنفيذ مشاريع تعليمية ضخمة مثل تطبيق نظام المقررات والنظام الفصلي، وتطبيق مشاريع الرياضيات والعلوم واللغة الإنكليزية والمشروع الشامل، وتزامن ذلك مع تطبيق الاختبارات التحصيلية والدولية.