في عالم تملؤه الملوثات البيئية من كل «حدب وصوب»، وتتعدد فيه أسباب الملوثات من عوادم دخان السيارات، إلى أدخنة المصانع، والنفايات الكيماوية، يظل هاجس الحفاظ على البيئة وتوفير هواء نقي سؤالاً حيّر سكان العالم كافة، خصوصاً بعد الثورة الصناعية التي نجمت عقب الحرب العالمية الثانية، وتهديد السلاح الكيماوي والنووي أخيراً على الكائنات الحية. وإذا كان الإنسان هو أحد المسببين للتلوث البيئي، إذ يأتي تلوث الهواء من كل المصادر الطبيعية ومن صنع الإنسان، وإن كان من صنع الإنسان على الصعيد العالمي فمن ملوثاته الاحتراق، التشييد، التعدين، والزراعة، فحريٌ بهذا الإنسان أن يصلح ما صنعت يداه من تلوث للبيئة، وإعادة الهواء النقي لإنقاذ حياته. ومن بين كل الملوثات والنفايات التي تهدد سلامة البيئة المحلية في السعودية، اهتدى شبان سعوديون إلى جواب بسيط وحل للسؤال الذي حيّر سكان العالم، بإيجاد طريقة لإعادة تدوير الزيوت المستخدمة في الطهي إلى منتج جديد هو (الصابون)، لتكون بذلك أحد المبادرات الشابة في إعادة التدوير للنفايات والحفاظ على البيئة، ويبلغ عدد المشاركين في المشروع 12 شاباً سعودياً من المرحلة الجامعية. يقول مدير التسويق في مشروع «المكررين» لإعادة تدوير الزيوت وإنتاج الصابون الشاب أحمد العمودي إن فكرة المشروع جاءت للاشتراك في مسابقة إنجاز السعودية، والتي تهدف إلى تنمية المجتمع وخدمة البيئة في ابتكار طرق جديدة للحفاظ عليها، إضافة إلى توفير فرص عمل للشبان السعوديين، مشيراً إلى أن العقول الشابة تجد فرصة للإبداع إذا توافر لها الدعم والمساندة. ويؤكد العمودي أن الاستفادة من المنتجات أو المصنوعات القديمة بإعادة تدويرها ما زالت في مرحلة متأخرة بالنسبة إلى دول العالم العربي، إذ إنها لا تلقى رواجاً في ثورة الصناعات التي أضرت بالصحة البيئية، مضيفاً: «برغم أن إعادة التدوير للمنتجات يوفر الكثير من الأموال والمواد الطبيعية، ويسهم في الحفاظ على الطبيعة، إلا أن المجتمع لم يستوعب أهمية ذلك والإيجابيات الاقتصادية في إعادة التدوير». من جهته، يوضح أحد الشبان المشاركين في المشروع مدير العلاقات العامة سليمان الصبيعي أن مشروع إعادة تدوير الزيوت إلى إنتاج صابون محلي بإضافة مواد طبيعية أخرى عليه يمر بخمس خطوات، إذ تأتي الخطوة الأولى من قسم الإنتاج المعني بتجميع المواد اللازمة من الزيوت المستخدمة في طهي الطعام لإعادة تدويرها وصنع الصابون. ويضيف الصبيعي: «بعد تجميع المواد اللازمة من قسم الإنتاج، تأتي خطوة التصنيع وإعادة التدوير، إذ يتكفل قسم المالية بإمداد المشروع مالياً وحساب الكلفة الإجمالية للمشروع والمواد المستخدمة، فيما تبدأ مهمة قسم التسويق الذي يعنى بالترويج عن المنتج النهائي والإعلان عنه، عبر الوسائل الإعلامية المتعددة منها وسائل التواصل الاجتماعي في الإنترنت». وأشار إلى أن قسم العلاقات العامة في المشروع يعنى بالمتابعة والتواصل مع وسائل الإعلام، وتحقيق أهداف المشروع، مبيناً أن قسم الموارد البشرية يوفر الدعم للمشاركين في المشروع وتدريبهم وتأهيلهم، إذ إن عدد المشاركين في المشاريع يبلغ 12 شاباً سعودياً. بدوره، أوضح مسؤول ريادة الأعمال في مشروع إنجاز السعودية بدر الأنصاري أن برنامج إنجاز يهدف إلى تأهيل الشبان ومساندتهم في مشاريعهم التي تعود على المجتمع بالنفع، في ظل القدرات الشابة الوطنية التي لا تجد دعماً لإبراز مشاريعهم.