أغلقت الاحتجاجات العنيفة نحو 250 مصنعاً للملابس قرب دكا عاصمة بنغلادش أمس، إذ طالب آلاف من العمال الذين ينتجون ملابس رخيصة لمتاجر كبرى مثل «وول مارت» الأميركية بزيادة أجورهم. واشتبك العمال المضربون مع الشرطة لليوم الثالث على التوالي، ما تسبب في جرح حوالى مئة شخص أصيبوا بطلقات مطاطية وتعرضوا لغاز مسيل للدموع. وقال محمد عتيق الاسلام، رئيس رابطة مصنعي ومصدّري الملابس في بنغلادش «اضطررنا الى إغلاق كل مصانع الملابس خشية حصول مزيد من التخريب وأيضاً لدواعٍ أمنية بعد توترات الأيام القليلة الماضية». ويطالب عمال المصانع برفع الحد الأقصى للأجور الشهرية من 3000 تاكا (38 دولاراً) الى 8000 تاكا (103 دولارات). وكانت التظاهرات بدأت الاثنين الماضي احتجاجاً على توصية مجموعة تضم صناعيين ومسؤولين حكوميين وممثلي نقابات بزيادة الحد الادنى للرواتب الى 5300 تاكا شهرياً (67 دولاراً)، وهو اقتراح اقل من مطالب المتظاهرين. لكن جمعية صانعي ومصدري النسيج في بنغلادش التي تمثل 4500 منتج رأت ان الاقتراح «مرتفع جداً»، وطالبت الحكومة بالامتناع عن تطبيقه. ووعدت الحكومة بزيادة رواتب عمال النسيج، مستندة الى توصيات المجموعة بعد تظاهر عشرات آلاف العمال في ايلول (سبتمبر) الماضي، ما ادى الى مواجهات مع الشرطة. وبنغلادش هي المصدر الثاني للألبسة حول العالم. ويعتبر قطاع النسيج عماد الاقتصاد الوطني بمصانعه ال4500 وهو يشكل نسبة 80,5 في المئة من الصادرات السنوية لتبلغ قيمته 27 مليار دولار. لكن ظروف العمل والأمن في القطاع ما زالت ادنى بكثير من المعايير الدولية، ما يتسبب في حوادث خطرة كثيرة.