دبي - رويترز - لا تزال مراكز التسوّق في دبي، التي تحتفي بالفراعنة وتضم ساحات تزلج وأحواض أسماك تسبح فيها أسماك القرش، تجتذب الزوار، غير ان مبيعات التجزئة تبدو ضعيفة مع تحوّل محبّي سلع الرفاهية إلى البحث عن منتجات أخرى بأسعار مغرية. ويزدحم 40 مركز تسوّق في عاصمة الاستهلاك الخليجية بكل شيء، من الواردات الصينية الرخيصة الثمن إلى السلع الفاخرة، من اجل جذب السياح الأجانب، وهم الغالبية العظمى من الزبائن. واعتبر رئيس خدمات التجزئة في مؤسسة «جي ار ام سي» للخدمات الاستشارية نيل تونبريدج، ان «العام الحالي سيكون اختباراً لتجار التجزئة في المنطقة». وأضاف: «الافتقار إلى بيانات يعتمد عليها يجعل من الصعب التوصل إلى قياس كمّي لتأثير التباطؤ على نشاط التسوّق في المدينة»، وأوضح ان «شركات التجزئة في دبي تميل إلى شراء مخزون كبير ما يضعها في موقف صعب حين يتراجع عدد السياح في فصل الصيف الحار»، متوقعاً إجراءها حسومات كبيرة جداً فترة طويلة، من منتصف تموز (يوليو) المقبل إلى نهاية آب (أغسطس). ويتوقع محللون ان يكون فصل الصيف صعباً للمدينة التي تفتقر إلى إيرادات النفط، التي تمتلكها جارتها أبو ظبي، المساهم الرئيس في الموازنة الاتحادية للإمارات، مع تراجع عدد السياح الغربيين تفادياً لحرارة الجو الخانقة ومع انتهاء العام الدراسي، لأطفال موظفين أجانب فقدوا وظائفهم. وأوضح رئيس مجموعة شركات التجزئة «مشاريع بن هندي»، التي توزع علامات تجارية فاخرة مثل «بريوني» و «كالفن كلاين»، محي الدين بن هندي، إن مبيعات شباط (فبراير) الماضي للشركة من السلع الفاخرة، انخفضت بين 25 و30 في المئة مقارنة بالشهر ذاته من العام الماضي. وأضاف: «لا يزال هناك مشترون، لكنهم يتوخّون الحذر عند الإنفاق، وبدأوا ينفقون بتعقّل من دون إسراف». وتعمل مجموعة شركاته في الهند ومنطقة الخليج وتعتمد 60 في المئة من انشطتها على السياح، بخاصة من روسيا والدول المجاورة، وخفضت توقعات النمو لهذا العام في شكل كبير، من 35 إلى 40 في المئة سابقاً إلى ما بين خمسة وعشرة في المئة حالياً. وجذبت دبي شركات تجزئة من كل أنحاء العالم، من بينها «اندتكس» الاسبانية (صاحبة سلسلة متاجر «زارا» للأزياء) و «هارفي نيكولز» للسلع الفاخرة البريطانية، ومصمم الأزياء الإيطالي «فيندي». وزادت المساحة المتاحة للتأجير في مراكز التسوق فيها بنسبة 28 في المئة إلى 21.4 مليون قدم مربعة في العام الماضي، وفقاً لشركة «جونز لانغ لاسال» للخدمات العقارية التي توقعت ان ترتفع المساحة المتاحة للإيجار إلى 30 مليون قدماً مربعة في نهاية العام الحالي. وفجأة، بعد أعوام من التوسع العشوائي، توقفت خطط التوسع في المراكز القائمة وفي بناء مراكز جديدة بسبب أزمة المال العالمية. وأعلنت شركة «نخيل» العقارية الحكومية التي طورت جزراً صناعية على شكل نخيل في دبي، انها سترجئ خطط إقامة مراكز تجارية بتكلفة تصل إلى ثلاثة بلايين دولار. وأفاد منظمو «مهرجان التسوّق السنوي» في دبي انهم خفضوا موازنة المهرجان وحولوا الاهتمام لاستقطاب زوار من الدول العربية المجاورة والهند، بدلاً من الدول الاوروبية التي تعاني كساداً. وتفيد بيانات رسمية من «مطار دبي الدولي» استمرار ارتفاع حركة المسافرين، الى 6 في المئة في كانون الثاني (يناير) الماضي، وبلغت 3.3 مليون، غير ان مؤشرات تشير الى تراجع السياحة، إذ انخفض معدل إشغال الفنادق 14 في المئة في الربع الثالث من العام الماضي، مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق. ويوجّه تراجع السياحة ضربة قوية إلى القطاع، إذ يلفت فريد عبدالرحمن من مجموعة «ماجد الفطيم»، التي تمتلك بعض أكبر مراكز التسوّق في الإمارة وأكثرها رواجاً، الى ان ربع زوار مراكز تسوق الشركة هم من السياح.