اعتبر المجلس العلمي (الإسلامي) لمدينة المحمدية، شمال الدارالبيضاء، تظاهرة شبان مغاربة للإفطار جهراً في رمضان، يوم الأحد الماضي، «تحريضاً على المعصية» لانتهاك فريضة الصيام التي تُعتبر ركناً من أركان الإسلام. ونبّه المجلس، في أول رد فعل من جهة دينية على الحادث، إلى أن خطورة ما يترتب على هذا التصرّف من عواقب في وسط أمة «تحرص على ممارسة شعائرها الدينية في احترام كامل للثوابت»، مشيراً إلى أن ذلك يندرج ضمن مخططات للإساءة إلى صورة الإسلام. كذلك صرّح عالم الدين مصطفى بن حمزة بأن الدعوة إلى الإفطار في رمضان تحت شعار «الحرية الفردية» يُعتبر تيهاً في فهم الحرية «لأن لا حرية من دون احترام مشاعر وثوابت الرأي العام». وكان شبان مغاربة ينتسبون إلى «الحركة البديلة» التي تقول إنها تُعنى بالدفاع عن الحريات الفردية، دعوا إلى نزهة وإفطار علني يوم الأحد في غابة مجاورة لمدينة المحمدية، شمال الدارالبيضاء. وتواعدوا على اللقاء أمام محطة القطار حاملين ساندويشات معهم. وبرروا ذلك بمناهضتهم الفصل 222 من القانون الجنائي الذي يعتبر الإفطار جهراً في رمضان، من دون مبرر طبي، جريمة يعاقب عليها بالسجن. واستندت «الحركة البديلة» التي أعلنت عن وجودها من خلال هذه التظاهرة، أن ذلك يناقض حرية الأفراد في الانتساب الديني والاختلاف، وانه «لا يوجد ما يحول دون ممارسة أقلية طقوسها في الإفطار في رمضان». وصرّحت زعيمة الحركة الصحافية زينب الغزوي بأن تظاهرة الأحد جاءت رداً على اعتقال أشخاص بتهمة الإفطار في رمضان. غير أن مصادر أمنية نفت حدوث أي اعتقال بهذا الصدد. غير أنها المرة الأولى التي ترتدي فيها حركة احتجاجية تحت شعار الدفاع عن الحريات مثل هذا الطابع الاستفزازي، في رأي أكثر من مراقب، بخاصة وأن الأمر يطاول مشاعر شعب مسلم في شهر العبادة والإمساك عن النزوات. ورأت أوساط دينية في اختيار الأيام العشر الأواخر من شهر رمضان للقيام بهذا العمل محاولة للنيل من مكوّنات الأمة الإسلامية وثوابتها، ليس في المغرب فحسب بل في كافة أصقاع الأرض. وقال شهود إن قوات الأمن فرّقت الشبان المفطرين لدى وصولهم إلى محطة القطار. غير أن بياناً أكد استمرار المتابعة القضائية ضد المتورطين في هذا الحادث. وقالت أوساط في حزب «العدالة والتنمية» الإسلامي إنها ستنظر في طريقة تعاطي الدولة مع تصرفات «هذه الأقلية»، معتبرة أن التساهل معها «خوفاً من تقارير الخارج» سيجعلها تتوسع وتتجرأ أكثر «للنيل من كل ثوابت الأمة».