رحب المرجع الديني آية الله علي السيستاني أمس بالزيارات الخارجية لعدد من المسؤولين العراقيين، واعتبرها خطوة «صحيحة»، وأعرب عن أمله في أن «تساهم التغييرات التي طاولت قادة عسكريين في إصلاح المؤسسة العسكرية»، ودعا السياسيين إلى «إبداء المرونة لمواجهة عجز الموازنة». وقال ممثل المرجعية الدينية في كربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي في خطبة الجمعة أمس إن «ما شهدته الساحة من تحرك خارجي للانفتاح على دول الجوار وفتح علاقات جديدة مع العراق يمثل خطوة صحيحة نأمل في أن تلقى تجاواباً مناسباً لحل المشاكل في العراق والمنطقة». وأضاف: «أصبح واضحاً لدى جميع المسؤولين وكثير من المواطنيين ما هي الاسباب التي أدت الى الانهيار الكبير في المؤسسات الأمنية والتي كانت مدخلاً لسيطرة داعش على مناطق في العراق وهذه تحتاج الى ارادة جادة وتحرك عاجل لتدارك أخطاء السياسيات الماضية». وأعرب الكربلائي عن أمله في أن يكون التغيير في القيادات العسكرية الاخيرة «خطوة في سبيل اصلاح المنظومة العسكرية والأمنية وان المأمول من الفرقاء السياسيين التعاون الجاد والحقيقي لاصلاح الاداء في مؤسسات الحكومية». وأكد «ضرورة القضاء على الفساد المستشري في مؤسسات الدولة من خلال تعاون القادة من مختلف الكتل بعيداً من المحسوبيات وبشكل صارم ومن دون خوف من أحد، ولا بد من أن يبدأ ذلك على مستوى القيادات والكتل السياسية ومن يمثلها في المؤسسات». وأشار الى أن «على قيادات الكتل تشخيص مواطن الفساد في كتلهم والمحسوبين عليهم وان يكونوا على يقظة وحذر بوجود عناوين خادعة تؤثر في الفساد وفيهم وفي السلطات التشريعية والتنفيذية كتمويه الكتلة او الحزب او دعم العملية الانتخابية». ولفت إلى أن «مشكلة الفساد مزمنة وقد تفاقمت في السنوات الاخيرة ولا بد من تضافر الجهود لمكافحته وان بقي في هذه المستويات فلا يرتجى الاستقرار السياسي والامني والتقدم العلمي والاقتصادي للعراقيين، ومختلف جوانب الحياة الاخرى». وزاد ان «البناء المهني لمؤسسات الدولة يحتاج الى الاصلاح في مختلف المؤسسات واعتماد الحزب او الكتلة بذريعة الولاء هو الذي يضمن سلامة الاداء مع الاهمال الواضح لاعتماد معايير الكفاءة والنزاهة والجرأة في اتخاذ القرارات وهو وراء فشل الكثير من مؤسسات الدولة». ولفت الى ان «البلد في حاجة الى ان يتحلى القادة السياسيون بالشجاعة والجرأة والاقدام على اتخاذ قرارات حاسمة وعدم القبول بتبوؤ أي شخص موقعاً اذا لم يكن مؤهلاً حتى وان كان يدين بالولاء لهم ولاحزابهم». وزاد إن «السنوات الماضية اثبتت ان اختلاف القادة وعدم الانسجام أضر بالعراق وشعبه كثيراً بل أضر حتى بالكتل نفسها وبالمقابل فان تحركهم سواء على مستوى الداخل او الخارج كفريق واحد يحملون هم العراق على الحسابات الطائفية او المناطقية هو الذي يعطي وزن واحترام الآخرين». وعن قانون الموازنة لعامي 2014 و2015 قال ممثل المرجعية ان «عدم اقرار الموازنة أضر كثيراً بما كان مؤمل انجازه من مشاريع مهمة للمواطنين وفوت الفرص على كثير من الخريجين والعاطلين ووضع بعض المحافظات في موقف حرج».