واشنطن - رويترز، أ ف ب - جدد الرئيس الأميركي باراك أوباما احترامه للاتفاقات الدولية، ولفت إلى انه لا يخشى «حرباً تجارية» مع الصين، على رغم الخلاف التجاري الحاد بين الدولتين حالياً.ودافع أوباما في خطاب أمام قادة العالم المالي في نيويورك، وفي مقابلة مع محطة التلفزيون الأميركية «بلومبرغ» لاحقاً، عن دوافع الحمائية، وبرر قرار فرض رسوم جمركية إضافية على الإطارات المستوردة من الصين، وقال: «لن نخوض حرباً تجارية. توجد توترات حول المسألة من دون أدنى شك. لكن رسالتي بسيطة جداً: هناك قواعد يجب ان تحترم». وأعرب البيت الأبيض عن ثقته بأن النزاع التجاري الحاد بين الولاياتالمتحدة والصين لن يؤثر في القمة الدولية المقبلة. وقال الناطق باسم الرئاسة الأميركية روبرت غيبس رداً على سؤال حول أخطار تأثير النزاع في قمة مجموعة ال20 التي تعقد الأسبوع المقبل في «بتسبرغ» في الولاياتالمتحدة: «لا أرى في مثل هذا النزاع أن يكون سبباً لدول مثل الولاياتالمتحدة والصين لتحويل مسار مسائل عالمية مهمة جداً». وحاول التقليل من أهمية تأثير النزاع المتعلق بالإطارات، وتحدث عن الخلافات التجارية بين الأوروبيين والأميركيين ما لا يمنعهم من التعاون. لكن بكين اعتبرت قرار الولاياتالمتحدة فرض رسوم إضافية على إطارات السيارات المصنعة في الصين، إساءة لاستخدام قواعد منظمة التجارة العالمية، في ما يتعلق بإجراءات الوقاية. وقال الناطق باسم وزارة التجارة الصينية ياو جيان في مؤتمر صحافي إن هذه الرسوم «ترسل رسالة خاطئة إلى العالم في ظل الوضع الحالي مع استمرار انتشار الازمة الاقتصادية العالمية». وأعلنت الصين أمس ان صادرات الاطارات إلى الولاياتالمتحدة انخفضت في النصف الأول من 2009، وفنّدت الاتهامات الاميركية لها بانتهاك اتفاقيات منظمة التجارة العالمية وإغراق الاسواق في الولاياتالمتحدة. وقال ياو جيان: «نعتقد بصفة اساسية أنه (القرار) يمثل إساءة استخدام للإجراءات الوقائية». ورفض مزاعم الولاياتالمتحدة بأن زيادة في الواردات تضر بالصناعة الاميركية والوظائف في الولاياتالمتحدة وقال ان الشحنات الصينية تراجعت، وأن العولمة تعني ان فرض القيود على الواردات من الصين لن يضمن وظائف في الولاياتالمتحدة. وأظهرت الاحصاءات الصينية أن صادرات الإطارات إلى الولاياتالمتحدة ارتفعت 2 في المئة في 2008 وانخفضت أكثر من 15 في المئة في النصف الأول من 2009. ورد اتحاد عمال الصلب، الذي يمثل عمالاً في مصانع عدة تنتج إطارات في الولاياتالمتحدة، بأن زيادة الواردات الصينية الى ثلاثة أمثالها من نحو 15 مليون دولار في 2004 إلى 46 مليوناً في 2008 ادت إلى فقد عمال الإطارات في الولاياتالمتحدة أكثر من 5000 وظيفة. وأوضح مدير المجلس الاقتصادي القومي الأميركي لاري سمرز، الذي يقدم المشورة إلى الرئيس أوباما في المسائل الاقتصادية، ان واشنطن حاولت التفاوض على حل مع بكين قبل فرض الرسوم الخاصة على الإطارات الصينية، لكن المحادثات فشلت.