إن مقولة «القرن العشرين هو القرن الذي وقع فيه الإنسان بحب السيارات»، تتجسد في متحف تويوتا، الذي أنشئ في نيسان (أبريل) 1989 على مساحة 4800 متر، حاوياً بين جنباته نحو 120 سيارة، بدءاً من سيارات الغاز وحتى السيارات المعاصرة الأميركية والأوروبية واليابانية الصنع، مثل: هوندا، نيسان، مازدا، ميتسوبيشي، تويوتا، سوبارو، كاديلاك، شيفروليه، سيتروين. وأُلحق بالمبنى الرئيس للمتحف، آخر ثانوي بني في نيسان (ابريل) 1999 على مساحة 2700 متر، احتفالاً بالذكرى العاشرة لإنشاء المتحف. على بعد نحو نصف ساعة بالقطار من العاصمة اليابانية طوكيو، وتحديداً في محافظة إيتشي قرب وسط مدينة ناغويا، يحكي متحف «تويوتا» تاريخ صنع السيارات في اليابان الذي بدأ من أواخر عصر مِيجي في العام 1910 تقريباً حتى أواخر عصر شُوا في العام 1930، ملقياً الضوء على دورها في الحياة والثقافة. وكان العام 1898 شاهداً على استيراد أول سيارة إلى اليابان، يعتقد أنها كانت من طراز باناراي ليفاسور الفرنسي. ومنذ ذلك الوقت، شهدت صناعة السيارات اليابانية،التي بدأت أواخر عصر ميجي، تطوراً كبيراً، خاصة بعد الحرب العالمية الثانية. الطابق الأول من المبنى الرئيس يضم مطعماً وركناً للاستعلامات وقاعة عرض صغيرة. أما الطابق الثاني، فيعرض باقة من السيارات الأميركية والأوروبية من القرن التاسع عشر حتى منتصف القرن العشرين، في حين تُعرض في الطابق الثالث السيارات اليابانية من ثلاثينات القرن الماضي حتى تسعيناته. أما المبنى المجاور، فتجد في طابقه الأول متجراً لبيع هدايا تذكارية ونماذج مصغرة للسيارات، فضلاً عن قاعات كبيرة للمؤتمرات واستراحة للأطفال. ويتألف الطابق الثاني من ست مناطق تعرض استخدام السيارة في كل مجالات الحياة في اليابان، حيث يوجد 40 سيارة، منها 31 فعلية و9 نماذج، إضافة إلى نحو 2000 سلعة ثقافية تمثل أنماط المعيشة في فترات مختلفة من تاريخ اليابان. أما الطابق الثالث، ففيه معرض للصور ووثائق للسيارات المعروضة في المتحف. وقد افتتحت مكتبة ملحقة بالمتحف، تضم 11000 كتاب، فضلاً عن مجلات وفيديوات خاصة بتاريخ السيارات، إضافة إلى كتب متخصصة برياضة الفورمولا واحد والكتيبات التقنية. بداية بزوغ نجم اسم «تويوتا» كانت مع حياكة النسيج، عبر اختراع ساكيشي تويودا أول آلة لحياكة النسيج يدوياً، في العام 1890. ثم تمكن بفضل ما أعده من أبحاث في مجال صناعة النسيج من تحقيق خطوة انتقالية وتطور كبير في هذا المجال. وعندما كبر ابنه كيشيرو تويودا، سافر في العام 1929 إلى أميركا وأوروبا لدراسة صناعة السيارات، وعندها طوّرا معاً عملاً ذهبياً. كانت سيارات تويوتا تباع تحت اسم «تويودا»، لكن كان هناك اقتراح باستخدام تسمية «تويوتا» لأنها أسهل كتابةً في اللغة اليابانية، وتُنطق بشكل أيسر. وفي العام 1937، سُجل الاسم الجديد «شركة تويوتا للسيارات» رسمياً، ليحقق كيشيرو حلم والده الذي قال له ذات يوم: «مساهمتي في مستقبل اليابان كانت في حياكة النسيج، وأريدك أن تقدم مساهمتك في مجال السيارات».