يتمدد فيري تيلوكاي على طاولة التدليك في مركز للاستجمام في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، يغمض عينيه مبتسماً قبل أن تبدأ ثلاث أفاعً كبيرة بالزحف عليه. هو واحد من الزبائن القلائل الذين تجرأوا على تجربة «التدليك بالأفاعي» الذي تحل في إطاره الأفاعي الباردة والحرشفية التي يبلغ طولها 1,8 متر محل أيادي اختصاصيي التدليك. ويقول تيلوكاي عندما كانت الأفاعي تزحف على جسده: «إنها تجربة فريدة من نوعها... ومشوقة فعلاً». وكان الارتياح بادياً على وجهه عندما كانت الأفاعي الثلاث الملقبة بجازمين وماسل وبراون تتولى تدليكه. وراحت الأفاعي تدور حول عنقه وتتمدد على ظهره وتلتف حول بطنه. وتشارك في جلسة التدليك، مدلكتان تحرصان على سلامة الزبون وتشجعان الأفاعي التي كمّت أفواهها بشريط لاصق على المضي قدماً في مهامها والتحرك في كل الاتجاهات وعدم التمركز في بقعة واحدة. وقبل هذه الجلسة الممتدة على تسعين دقيقة والتي تكلف 43 دولاراً، يتم إخراج الأفاعي من علب بلاستيك تُحفظ فيها وتُنظف بواسطة منتجات مطهرة. وكثيرون من زبائن مركز الاستجمام هذا المعروف ب «بالي هيريتدج ريفليكسولوجي آند سبا» يبحثون عن تجارب مشوقة، لكن قلة منهم يسعون، مثل فيري تيلوكاي، إلى التغلب على خوفهم من الأفاعي. وأقر فيري تيلوكاي الذي قام بثلاث جلسات من هذا القبيل: «كنت أخاف من الأفاعي وكنت إلى حد ما أعاني رهاب الأفاعي، لكن بعد الخضوع لهذا العلاج بدأ خوفي يقل وبدأت الأفاعي تروق لي». وهذا المحاسب البالغ من العمر 31 سنة هو من الزبائن الإندونيسيين القلائل الذين يخوضون هذه التجربة، فغالبية الزبائن الذين يخضعون للتدليك بالأفاعي هم من أوروبا واليابان وكوريا الجنوبية، وفق بولوس أبراهام المدير العام لمركز الاستجمام. ويلجأ هذا المركز المزيّن على الطريقة التقليدية إلى خمس أفاعٍ يخضعها لنظام غذائي خاص ويطعمها الأرانب الحية. والتدليك بالأفاعي هو إحدى الخدمات ال 300 التي يقدمها مركز الاستجمام، كما أن الخدمات الأخرى ليست أقل غرابة منها. ففي إطار إحدى الخدمات، يتنكر اختصاصي التدليك بزي غوريلا، وفي خدمة أخرى يجلس الزبون في حوض مملوء بالبيرة يخضع فيه للتدليك. لكن خدمة التدليك بالأفاعي التي أطلقت قبل سنة تقريباً هي التي تشد الانتباه وتستقطب أكبر نسبة من الزبائن. غير ان هذه الفكرة لم تلق استحسان جمعيات الرفق بالحيوان التي اعتبرتها استغلالاً للأفاعي. وقالت بنفيكا الناطقة باسم جمعية «جاكرتا أنيمل إيد نيتوورك»: «يؤسفنا أن نلحظ استغلالاً للحيوانات على أنواعها، بما فيها الأفاعي». وأوضح مدير المركز أن الأفاعي لا تعامل معاملة سيئة وهي تتفاعل إيجاباً مع هذا التلامس مع البشر.